مؤتمر العرب الاقتصادي والاجتماعي الثاني!!! (1-2)
د. سحر المجالي
29-01-2011 06:49 PM
انعقدت عام 2009 القمة الاقتصادية والاجتماعية العربية في الكويت، بهدف النهوض بالاقتصاديات العربية، وتلمس الثغرات التي تعاني منها التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية، و التي تمثل عثرة أمام التطور الإجتماعي والاقتصادي للإنسان العربي في شتى أقطاره. وهاهم العرب يلتئمون مرة أخرى يوم، 19/1/2011، في قمتهم الثانية في شرم الشيخ المصرية بحضور قادة وممثلي واحد وعشرين قطراً عربياً، مع غياب للوفد التونسي نتيجة للتغير «الدراماتيكي» الذي حصل في هذا القطر العربي كنتيجة للإرهاصات الاقتصادية والاجتماعية التي عاني منها الشعب العربي التونسي، بالإضافة إلى «الإفراط» في دور النظام الأمني و غياب الحريات العامة، خاصة حرية العقيدة والدين، كل ذلك أدى إلى تطور الأحداث لتخرج لنا تونس الخضراء بثوبها الجديد، حيث كانت حالتها الأكثر حضوراً و « هيمنت « نتائجها على المؤتمرين في القمة الإقتصادية العربية الثانية.
فعلى مدى يومين تدارس القادة العرب وضع خارطة طريق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي. ولكن هيهات أن يستطيع المبلغ المتواضع الذي أقرته القمة « ملياري دولار» أن ينهض بأمة تئن تحت وطأة الجوع والفقر والتخلف والجهل والبطالة التي تجاوزت رقمياً الــــــ «سبعين» مليون عاطل عن العمل. هذه الحالة العربية المأساوية تفرض وجودها على الإنسان العربي، بالرغم من الثروات النفطية وغير النفطية التي حباها الله لأمة العرب. حيث لو تم التبرع بدولار واحد عن كل برميل نفط يصدر للشرق والغرب، فإن ذلك سيساهم، ليس في إبعاد شبح الجوع عن أبناء الأمة العربية وردم الهوة بين عرب الفقر وعرب الغنى، بل سينقل الإنسان العربي من خانة الدول النامية إلى مرتبة الإنسان المنتج والمتقدم والفاعل.
لقد ساهمت ألمانيا الغربية في مليارات الدولارات والتي تربو على 40 مليار دولار من أجل تأهيل اقتصاد ألمانيا الشرقية لتوائم افتراضات الوحدة الألمانية، في حين خسرت الاقتصاديات العربية في الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم في السنوات الأخيرة، والتي لا تعرف لا أسبابها و لا نتائجها، مئات المليارات من الدولارات، والتي يكفي جزءا منها لتنمية الأمة العربية ووضعها على خارطة طريق التقدم الاجتماعي والاقتصادي .
وبالرغم من تأسيس الوحدة الاقتصادية العربية عام 1964، بعد إنشاء الجامعة العربية بنحو 19 عاما، إلا أن الأهداف الوحدوية العربية، اقتصاديا واجتماعيا، ما زالت تراوح مكانها ولم تتقدم خطوة عملية واحدة إلى الأمام، في حين استطاع اتحاد الحديد والصلب الأوروبي الذي تأسس عام 1957 أن يوصل أوروبا إلى دستور وعملة موحدين، بالإضافة إلى سياستين دفاعية وخارجية موحدتين كذلك، على الرغم من عدم التجانس الفكري واللغوي والثقافي بين الشعوب الأوروبية.
في حين ما زالت الوحدة العربية، حسب رأي القطريين والجغرافيين والجهويين و»المحبطين»-بكسر الباء- لا تمثل إلا بعض الأحلام التي تداعب خيال عاشقي نتائج تفاعل الإنسان مع التاريخ والأرض، متناسين بأن الأمة العربية تصنف على أنها أمة حية، والأمم الحية لا تنطفئ جذوة حياتها وإكسيره، وعادة ما تنهض من بين رماد الآلام وآنات الثكالى والأرامل والأيتام، وأوجاع المرضى والمحرومين. ونحمد الله أننا لم نكن في عهد « العز بن عبد السلام» و»ابن تيمية» رحمهما الله، ولو كنا بينهما لــقتلنا فيهما ثقافة المقاومة والتحدي، ولحاولنا انتزاع معاني الشهادة من بين جوارحهم، ولأزلنا من ضميريهما أمل الانتصار للأمة والعقيدة، والثورة على الظلم والاضطهاد، ولغرسنا فيهما مكامن الاستسلام للواقع المرير...وللحديث بقية.!!!
Almajali74@yahoo.com
(الرأي)