جلالة الملك .. القدوة والمثل الأعلى
د. هايل ودعان الدعجة
29-01-2011 02:15 PM
تجسد المبادرات والمكارم الملكية السامية رسالة هاشمية تنطوي على لمسات وابعاد انسانية، تجعل من التفرد والخصوصية في هذا المجال صفتان ملازمتان للحكم الهاشمي، الذي بات محط اهتمام واحترام الاسرة الدولية، لما يمثله من صورة نموذجية في الحكم وفقا لرؤية ملكية انسانية كرست نهج التفاعل والتواصل مع المواطنين في اماكن سكناهم وتواجدهم، حتى غدت القيادة الهاشمية الاقرب الى قلوب الناس والاقدر على تلمس احتياجاتهم ومطالبهم، فاذا بنا امام مشهد من الانسجام والتناغم بين القائد وشعبه، عجزت انظمة الحكم في العالم بكل ما حملته وجاءت به من افكار ونظريات وسياسات ان تأتي او تطرح نموذجا سياسيا شبيه او قريب من المشهد الاردني، الذي يستحق ان يكون مرجعية تاريخية عالمية في اصول الحكم وادارة شؤون الدولة، للعديد من الانظمة السياسية والمدارس والهيئات الفكرية الدولية، التي تسعى جاهدة لتخليص العديد من شعوب العالم من المنغصات والتوترات التي تطغي على المشهد العالمي المزدحم باجندة التجاذبات والمصادمات اليومية.
واحسب ان بعض دول العالم التي تشهد نزاعات داخلية على خلفية ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية تعاني منها، احوج ما تكون الى تطبيق المنهاج الهاشمي الانساني وفرضه في التعاطي مع هذا الجو العام المشحون بالتوتر والقلق.
ولنا في توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني الى الحكومة مؤخرا، بضرورة تخفيف الاسعار والاثار الاقتصادية الصعبة على حياة المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم على اثر موجة الغلاء التي طالت اسعار المحروقات والمواد التموينية على خلفية الازمة المالية والاقتصادية العالمية، اوضح مثال على تعايش القائد مع قضايا المواطن وتفهمه لاحواله المعيشية الصعبة، ورفضه ان يدفع ثمن هذه الظروف والتحديات المعقدة الخارجة عن الارداة. ما يعكس الاصرار الملكي على ان يعيش المواطن الاردني بعز وكرامة بغض النظر عن الاكلاف والحسابات والارقام المالية التي ستترتب على موازنة الدولة جراء السياسات والاجراءات الحكومية المتخذة في سبيل تحقيق هذا الهدف الوطني والانساني النبيل.
ان جلالة الملك انما يجسد القدوة والمثل الاعلى في الكيفية التي يجب ان تكون عليها علاقة القائد بشعبه، بصورة يمكن ان تستفيد منها قيادات اخرى في تجاوز وتجنب اية ازمات او اشكاليات قد تواجهها دولها وشعوبها جراء معاناتها من اوضاع داخلية صعبة.
من هنا لم يكن مستغربا ان نسمع من اناس من دول شقيقة وصديقة واجنبية يشيدون بنا ويحسدوننا على نعمة القيادة الهاشمية التي وفرت لنا اجواء من الامن والاستقرار والحرية، وكانت لنا الملاذ الذي يمنحنا الامان والطمأنينة وراحة البال في تعبير حي عن المشاعر الابوية التي يكنها جلالة الملك لابناء شعبه، والمكانة التي يحظى بها هذا الشعب على سلم اولويات جلالته واهتماماته، والذي ما كان ليغيب لحظة عن تفكيره واجندته، رغم ازدحام جدول اعماله اليومي بالكثير من الاعمال والنشاطات الداخلية والخارجية. وهو ما اكد عليه جلالة الملك في الكلمة التي القاها اثناء زيارته الى لواء الرصيفة مؤخرا عندما قال « لا يمر يوم لا افكر فيه كيف تخفف الاعباء على اهلنا هنا في الرصيفة، وفي جميع انحاء المملكة. نحن كلنا معا من اجل تحقيق ذلك ، ونعمل ليلا ونهارا من اجل تخفيف الاعباء عنكم ان شاء الله، وستكون الايام المقبلة افضل «.