النظام يترنح .. وهمهم إتهام الاخوان ..
نايف المحيسن
29-01-2011 01:40 PM
تابعت يوم امس اخبار الانتفاضة الشعبية او الثورة الشعبية المصرية المحترمة بكل تفاصيلها متنقلاً بين الفضائيات العربية والمصرية وما لفت انتباهي اصرار بعض الفضائيات العربية والمصرية على ان المظاهرات يحركها الاخوان المسلمين في مصر.
حاولت هذه الفضائيات البحث عن اي شخص من المشاركين في المظاهرات ليقول لها ان الاخوان المسلمين هم الذين حركوا ملايين المصريين ولكن لم يجدوا وباتت كل جهودهم في الفشل بهذا الجانب الا من بعض المتقاعدين العسكريين المصريين الذين كانوا يعلقون على المظاهرات ملغين الاتهامات الى الاخوان المسلمين.
البعض من هؤلاء المعلقين في الفضائيات وصل بهم اتهام الاخوان المسلمين انهم وراء محاولة اقتحام المتحف المصري ومحاولة حرقه على اعتبار ان الاخوان المسلمين حسب وجهة نظرهم ضد التماثيل دينياً وظهر لنا ان من حمى هذا المتحف من اية عمليات للاساءة له هم المتظاهرون الذين تداعوا لحمايته وان كان الاخوان المسلمين هم محركوا الانتفاضة حسب وجهة نظر هذه الفضائيات والجهات الرسمية المصرية فانهم هم من حمى المتحف.
الحكومة المصرية وأبواقها المختلفة كان دورها في هذه الانتفاضة الاتهام من وراء الابواب المغلقة وتركوا الشارع المصري يحكم نفسه بنفسه وبقيت الامور سائبة ويبدو انهم ان لم يهربوا من الساحة فانهم كانوا يبحثون عن طرق الهرب لان مثل هذه الانظمة وجدت لتحمي نفسها لا لحماية شعوبها.
الدرس المصري يوم امس به الكثير من العبر والدروس وهو يبين لنا ان العالم كان يهتم بمصر وكانت تصدر تصريحات من ناطقين رسميين لدول العالم في حين ان حكومة مصر بقيت لا يعنيها أي شيء ولم تتدخل وبقيت صامتة وكأنها من بقايا الحضارة الفرعونية وليست مصر أم الدنيا فهي نعم كانت أم الدنيا بشعبها الحي الذي نفاخر به نحن العرب من المحيط الى الخليج هذا الشعب الذي يعتبر سند لامته وهو قائد بالفعل وكان بالامس يعبر عن حاله بين أبناء امته في حين ان حكومته كاملة ونواب شعبه كاملين كانوا في عداد من يعيشون بين الترب ويجب ان يبقوا كذلك.
درس مصر يجب ان يكون نموذجاً للشعوب العربية وعلى الشعوب العربية ان تعمل من الآن على وضع الآليات المناسبة لتنظيم حياتها بالطريقة الصحيحة فالحكومات لا يعوّل عليها وهي ليست بعد تجربة مصر لصالح شعوبها بل هي تعيش على ظهر هذه الشعوب وتستغل الامن والجيش لحمايتها بدل ان تكون الحماية للشعوب.
اعود الى قضية الاخوان المسلمين في مصر واتهام الحكومة المصرية وقيادات الحزب الوطني والاعلام الرسمي المصري وبعض الابواق العربية التي تسير في فلك الفساد انه لو كانت هذه الجموع من الرجال الرجال في مصر من الاخوان حسب ادعائم فان الاخوان المسلمين هم الاولى بقيادة دفة الحكم لأن الملايين التي تخرج للشوارع هي الاحق بالحكم وليس من يختبئون في جحورهم ولم يجرأوا على اصدار بيان او تعليق او أي شيء وبقوا في هذه الجحور اما خوفاً او لانهم في عطلة رسمية ولا يجوز فيها العمل حتى خراب مالطا.