الملكة رانيا كل عام وأنت بخير يشبه عطاءك
نيفين عبد الهادي
31-08-2023 01:31 AM
في الكتابة مهمات صعبة، تحديدا عندما نكتب عن الأجمل في حياتنا، والأكثر ابداعا وتميّزا، حيث نجد أنفسنا أمام مأزق لغوي في أن نجد ما يمكن أن يعبّر عن ما سنصف وسنكتب، هو حالنا عندما نكتب عن جلالة الملكة رانيا العبدالله تحديدا من تشرّف بالتعامل معها ورؤية جلالتها في ميادين الخير والإنسانية والعطاء والاختلاف بكل ما تقوم به من مبادرات أكثر ما يميزها الواقعية التي تلامس حياة الأشخاص وتغيّر من تفاصيلها نحو الأفضل، حتما نفقد عمق التعبير، لفرط تواجده بأعمال تحكي آلاف قصص التفوّق والنجاح والتميّز حاضرة بأحداث وجولات ومشاركات شخصية من جلالتها.
الملكة رانيا العبد الله، الأم الملكة والملكة الأم، الحاضرة بين المواطنين بشكل دائم في مناسباتهم، ومناسباتها العائلية التي تحرص جلالتها أن تشارك المواطنين بها من خلال نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الملكة التي تحكي بلسان حال المواطنين كافة، بشخصية متواضعة، تقترب من لسان حال الأمهات تشاركهن فرحهن وترحهن، تشاركهن العمل لتحقيق أحلامهن وجعلها حقائق، تسمع منهن بكل شفافية وسط غياب البروتوكولات الرسمية بأغلب اللقاءات، تحضر بشخصية استثنائية قريبة للقلوب.
محلياً، لجلالتها جهود كبيرة في مجالات تطوير النظام التعليمي بكافة تفاصيله من مدرسة ومعلّم وإدارة وغيرها من هذه المنظومة ، وتمكين المجتمعات والنساء، وحماية الأطفال والأسر، وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا والريادة من خلال المجتمع وخاصة بين الشباب.
وعالميا، تعدّ شخصية الملكة رانيا عالمية فقد حضرت جلالتها بقوّة في محافل العالم وبقضايا هامة، منها التعليم والصحة والمرأة والطفل والأسرة والشباب، والدين، وانصاف المسلمين، وسجلت بذلك جلالتها مواقف ومبادرات وكلمات تاريخية، على مستوى دولي، بكل انصاف وعدل وجرأة، لتحصل جلالتها على عشرات الجوائز الدولية، إضافة لحرص الكثير من المؤسسات الدولية لاستضافة جلالتها والاستفادة من رؤاها في قضايا متعددة.
جلالة الملكة منحتني وزميلاتي وزملائي الصحفيين شرف الاطلاع على واقع جولاتها بحكم عملنا الصحفي، لأرى كيف تتعامل جلالتها مع المواطنين وكيف تصرّ على الاستماع لهم جميعا، وعلى السير في الشارع بين من يناديها أو يطلب منها الاستماع لواقعه أو لشكواه، أو طفلة ترغب بالسلام على جلالتها او حتى طفلة معجبة بقلادة جلالتها أو شيء من ما تحمله، لتتحدث مع الجميع بكل تواضع.
وحدث عشرات المرات أن اوقفت جلالتها سيارتها التي في أغلب الأحيان تقودها بنفسها في جولاتها ونزلت منها لتستمع لصوت جاءها من سيدة أو من شاب أو شيخ أو حتى طفل، وكثيرا ما غيّرت جلالتها برنامج زيارتها لأماكن مختلفة لرؤيتها بيتا أو سيدة تطلب المساعدة.
ربما الحديث عن مشاهدات أعيننا ونحن نتشرف بمرافقة جلالة الملكة، لا يمكن حصرها في أسطر محددة، ليس فقط في حرص جلالتها على النزول للميدان والوقوف على تفاصيل الأمور بشكل شخصي، إنما أيضا لجهة حبّ المواطنين لها وطريقة استقبالهم لجلالتها وتعاملهم معها التي تغيب فيها بشكل كامل أي بروتوكولات أو ترتيبات رسمية، لتكون بصورة أردنية مختلفة تحضر بها جلالتها واحدة من أفراد كل أسرة تزورها بكل طبيعية وبشكل عائلي تحيطه محبّة أكبر من الوصف.
الملكة رانيا التي حرصت هذا العام ان يشاركها الأردنيون كافة فرحها بسمو الأمير الحسين ولي العهد والأميرة رجوة، وكما قالت جلالتها «ابني البكر» فكان فرح سموه فرحا للأردنيين كافة، عمّت الأعراس والأفراح بيوت الجميع وقلوبهم، وتحدثت جلالتها للجميع عن مشاعرها وترتيبات الفرح، ومشاعرها، ليحيا الجميع فرحا أردنيا بحرفيّة المعنى، وبحرص من جلالتها على أن يكون الأردنيون أساسا في هذا الفرح.
وفي حديثي عن جلالة الملكة رانيا وقربها من الجميع، فقد شرّفتني جلالتها بأن أكون إحدى السيدات في البعثة التي أوفدتها جلالتها لأداء العمرة في رمضان العام الماضي، لم تكن فقط مفاجأة في اختياري كصحفية لأكون في البعثة، إنما هو حلم يتحقق، هي مكرمة من جلالة الملكة جزاها الله خيرا وسعادة بحجم ما منتحته لي ولأكثر من (500) سيدة.
يوم مختلف، سيدتي، صاحبة الجلالة كل عام وجلالتك سيدة الإنسانية والعطاء، كل عام وجلالتك بكل الخير الذي يشبه عطاءك، سيدتي الملكة .
الدستور