يفرح المرء بزواجه، لأنه يكمل نصف دينه ويطبق شرع نبيه ويخطو خطوات سديدة في تحقيق مقاصد النفس الخمسة التي جاء الإسلام لحِفظها ومنها حفظ النسل بالإنجاب والتكاثر الذي يتبع الزواج. لكن هنالك ضوابط للفرح المحمود الذي لا يحمل الأذى ولا يقلب الفرح إلى ترح ولا يعود بالويل على صاحبه.
لقد شاعت في مجتمعنا مؤخرا ظاهرة سلبية لا تقود المجتمع إلا إلى الخلف وتشكل ضربة في خاصرة التقدم والحضارة المجتمعية، ظاهرة إطلاق العيارات النارية؛ هذه الظاهرة التي فيها مفسدة مالية بشرائها بأسعار مكلفة ومفسدة صحية بأنها بعودتها إلى الأرض تعود بقوة الجاذبية التي تكون على أثرها مؤذية مدمرة، وأرشيف الذاكرة الوطني شهد الكثير من النكبات لهذه الحوادث بإطلاق العيارات النارية في كافة المناسبات وراح ضحيتها الكثير من الأطفال والشباب. مما دفع الجهات المسؤولة لفرض العقوبات الصارمة بحق مطلقها، وكذلك تأكيد الملك بأنه لا محاباة في موضوع إطلاق العيارات النارية. واليوم ومع استمرارنا بهذه السوسة المجتمعية حصدنا ضحية أخرى ضريبة الجهالة قُتل الشاب الفناطسة في يوم فرحه الأكبر، مما أحزن الشارع الأردني، و الله "ان الجاهل لعدو نفسه". الإنسان بعلمه يرتقي ويرتفع بالفكر، الم ترتفع نسب التعلم في اردننا؟!، الم نصبح جميعنا نحمل الشهادات الجامعية المختلفة؟!، والله إن الإنسان الذي لا ينعكس علمه على فكره وتخلصه من الميكروبات الفكرية صنيعة طفولة الشقاء والتخلص من العنف والعنجهية وما يمكن تسميته بالفكر التنمري، النابع من المسلسلات الهابطة التي بثت سموم في عقول الشباب لتثير فكر العنف والقتال. وعلى النقيض من ذلك هنالك من يتعلم أطفاله كيفية البرمجة ومحاكات الذكاء الاصطناعي في اقطار الدول المتقدمة. للأسف مجتمعنا وبيئات العمل لدينا تحمل الكثير من حملة الشهادات الذين لا يحمل فكرهم الا كيفية الصراخ في النقاش والسباب والجهالة والعنجهية بعيدا عن الارتقاء بالاسلوب والتقدم العلمي.
للأسف فُجعنا ولا زلنا نُفجع وسنبقى كذلك اذا حصرنا أنفسنا في غرفة الجهالة المظلمة، ولم ننفتح على عالم متسارع متقدم يكفي كل شخص لينفرد بذاته وتقدمها وينشغل عن التعبير عن نفسه بوسائل محمود بعيدا عن التعبير عن النفس بصنوف الجهالة. إن العلم نور وهذا الإسلام هو قمة هذا النور فمن لم يشفع له علمه ودينه وشهاداته للتخلص من هذه الظواهر الهمجية من مجتمعنا، ليكون ذلك سوسة تنخر في مركب الوطن تعيقنا من التقدم وتغمسنا في جحيم النكبات.