عمون - وصف رئيس مجلس أمناء المركز الوطني لحقوق الإنسان السابق، ارحيل الغرايبة، الحالة العامة في المملكة، بالظواهر المرعبة، وينتظره مستقبل مدلهم، على يد شباب من الجيل القادم المرشح لإدارة المجتمع في السنوات القادمة.

وجاء حديث الغرايبة بحوادث عدة شهدتها المملكة خلال يومين فقط، أبرزها موت عائلة نتيجة سباق مركبات بطريقة "طائشة"، في إحدى البلدات في شمال الأردن، وموت عريس في حفل زفافه نتيجة إطلاق النار ابتهاجًا بعرسه في جنوب الأردن.

وقال الغرايبة، أنّ الموضوع مقلق للغاية يضع المجتمع الأردني أمام مستقبل مدلهم، ويضع الأردنيين جميعا أمام مسؤوليات، ما يحتاج إلى تدارس هادئ بعيدًا عن الانفعال، فلا يكمن الحل في الإكثار من المطبات في الشوارع ولا المسارعة إلى مضاعفة الغرامات.

وبين " نحن أمام اختلال حقيقي لمنظومة القيم المتكاملة لدينا، على صعيد التربية والتعليم والتعليم الجامعي والسياسة والأحزاب والشارع، وطريقة فرز القيادات وتصعيد المسؤولين وابراز الزعامات وثقافة التفاهة الرائجة، واختراقات خارجية، وانتشار المخدرات، وشيوع الرذائل، ومحاربة التراث والتمرد على تعاليم الأديان، وتضييق هامش التحرك أمام أهل الجرأة في قول الحقيقة ولمس الأخطاء الفاحشة "

وأشار إلى انّ إخراج أجيال منبتة ضائعة وتائهة محبطة ومتمردة منفصلة عن واقعها، تكره ماضيها وتستحي من حاضرها، بلا هوية ولا انتماء لدين ولا تاريخ ولا ثقافة ولا حضارة ولا مستقبل، وتفكر بالهجرة اكثر مما تفكر ببناء أوطانها وخدمة شعوبها.

وتابع |ما يحدث هو مجرد أعراض المرض العضال، وليست هي المرض ذاته، ولذلك سوف تنصب الجهود على الحلول المستعجلة واسعافات الطواريء بطريقة سطحية .. وسوف يتم الهروب من الاعتراف بالمرض المرعب.. لأن الحلول الحقيقية صعبة وعميقة وتطال من كانوا سببا فيما يحدث...

إن محاولة الحل بالطرق السابقة وعلى يد الأشخاص الفاشلين أنفسهم ؛ سوف يعمق المأزق ويؤدي إلى استفحال المرض."