يعتبر قداسة البابا فرنسيس الذي يحمل اسم البابا فرانسيسكو، واحدًا من الشخصيات الدينية المؤثرة في العالم، حيث تتجلى رؤيته الإنسانية والاجتماعية في مجموعة من المواضيع الهامة ، ومنها وسائل الإعلام والصحافة ودورها في المجتمعات ، كما يُعَدُّ قداسته من أوائل الزعماء الكنسيين الذين أدركوا أهمية وتأثير وسائل الإعلام على العالم المعاصر.

وتتمحور رؤية قداسة البابا فرنسيس لوسائل الإعلام حول عدة نقاط أساسية وهي :

أولاً وقبل كل شيء، يؤمن قداسته بأهمية دور وسائل الإعلام في نقل الأخبار والمعلومات بشكل سريع وشفاف ،معتبراً الإعلام جسرًا يربط بين مختلف الثقافات والشعوب، ووسيلة لتبادل الأفكار والتفاهم فيما بينهم ، وعليه فهو يحث على ضرورة أن تكون وسائل الإعلام موضوعية ونزيهة في تغطيتها للأحداث، وأن تعكس مختلف وجهات النظر بدون تحيز.

ثانيًا: يؤمن قداسة البابا بأن وسائل الإعلام لها قوة كبيرة في تشكيل الرأي العام وتوجيه الاهتمام ، ولهذا السبب فهو يشدد على ضرورة أن تكون للإعلام مسؤولية أخلاقية في تناولها للقضايا والمواضيع ،ويعتبر أن للصحفيين كذلك دوراً هاماً في نقل الحقائق والمعلومات بدقة، مع عدم الانجرار وراء الجوانب المثيرة للاهتمام فقط.

ثالثًا: يعتبر الحبر الأعظم أن الإعلام يجب أن يساهم في تعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة ،وأن يروج لفكرة أن وسائل الإعلام يمكنها أن تلعب دورًا مهمًا في تقريب وجهات النظر المتباينة وبناء جسور التواصل بين الشعوب ،كما يتوجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتواصل والتقرب بين الناس، وليس وسيلة للتفرقة والتباغض فيما بينهم .

في الختام، تظهر رؤية قداسة البابا فرنسيس لوسائل الإعلام والصحافة كرؤية إنسانية متسامحة، تسعى لتحقيق التواصل والتفاهم بين الثقافات وتعزيز القيم الأخلاقية ، إذ يحث قداسته على ضرورة أن يكون لوسائل الإعلام دور إيجابي في تشكيل وجدان البشرية وتوجيه اهتماماتها نحو ما هو مفيد وإيجابي للجميع