النموذج الأردني للإصلاح بديلا عن "التغيير بالصدمة"!د.زهير أبو فارس
30-08-2023 01:54 PM
لقد اثبتت تجارب العديد من الدول خلال مرحلة بناء الكيانات الوطنية ما بعد حقبة الاستعمار (ومنها بلادنا)، وتحديدا منذ فترة ما سمي "بالربيع العربي".. ان تجربتها الاردنية في ورشتي الحوار الوطني، وما اعقبها من تعديلات دستورية جذرية، وآخرها مخرجات اللجنة الملكية للتحديث السياسي والاقتصادي والاداري.. هي الخيار الصحيح والأكثر ملاءمة وانسجاما مع واقعنا الإجتماعي والسياسي، الذي تشكل وفق سيرورة تاريخية ساهمت في ترسيخها عوامل داخلية وخارجية موضوعية، على الرغم من اختلاف وجهات نظر العديد من نخبنا السياسية والاجتماعية في تحليل أسبابها ومالاتها، اعتمادا على تعدد الخلفيات والمنطلقات الفكرية والاجتماعية، بل والايدولوجية للطبقة السياسية في بلادنا. مع أهمية الإشارة إلى أن ذلك يمثل ظاهرة صحية، وكذا حالة طبيعية مقبولة، بل وضرورية في المجتمعات الحية، التي استطاعت دائما أن تحول الصراع والتباين في الرؤى والمواقف بين فئات وقوى المجتمع، من حالة "المغالبة" و"الصراعات التناحرية" إلى توافقات والتقاء في منتصف الطريق، وحسم التناقضات من خلال الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، كنهج ديموقراطي اثبتت تجارب الشعوب في دول الديموقراطيات الراسخة، وتلك حديثة العهد بها، أنها الخيار الأمثل والأكثر فاعلية، والبديل المجرب للمواجهة، التي تؤدي، لا محالة، إلى الفوضى، والضمانة لمنع الانقسام وزعزعة الاستقرار والسلم الاهلي، وما يرافق كل ذلك من أزمات ومشاكل اقتصادية ووجودية للكيانات الاجتماعية نفسها. وهناك نماذج صارخة في منطقتنا العربية تمخض الاستقطاب والصراع التناحري بين قواها السياسية والاجتماعية عن فوضى وتشرذم ودمار أودى، أو كاد، بكياناتها الوطنية أمنا واستقرارا ووجودا. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة