جهود عسكرية وأمنية خارقة لمواجهة «المُسيّرات»
نيفين عبد الهادي
30-08-2023 12:56 AM
الطائرة التي أسقطتها المنطقة العسكرية الشرقية، يوم الأحد على إحدى واجهاتها، ليست الطائرة المسيرة الأولى القادمة من الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، هو تهديد تقف له القوات المسلحة بالمرصاد لا تُغمض عينها لسلامة أرض الوطن واجتثاث أي تهديد يهدد أمنه واستقراره، سيما وأن هذه الطائرات تجتاز حدود المملكة ليس فقط بطرق غير مشروعة، إنما تتنوّع حمولتها بين المواد المخدرة والأسلحة.
منذ بداية العام الحالي بدأت حرب تهريب المخدرات والأسلحة على الأردن تأخذ منحى الطائرات المسيرة دون طيار، ليصل عدد الطائرات التي كانت لها القوات المسلحة بالمرصاد قرابة سبع طائرات، محمّلة بالمخدرات أو بالأسلحة، وهذا واقع خطير يفرض على الأردن صيغا جديدة من المواجهات وتعزيز الإجراءات الأمنية، ذلك أن الأراضي الأردنية خطّ أحمر لأي عمليات تهريب من شأنها زعزعة الأمن الوطني وحتى الصحي والاجتماعي، والخطير في هذا الجانب أن هذه الطائرات المتسللة كانت تستخدم لتهريب المخدرات، لكنها مؤخرا أصبحت تغيّر حمولتها من المواد المخدرة إلى الأسلحة والمواد المتفجرة، وفي ذلك تهديد تواجهه الحدود الأردنية مع سوريا، تتصدى له جهود القوات المسلحة بالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات وحرس الحدود والأجهزة الأمنية والعسكرية.
جهود جبّارة تقوم بها الأجهزة الأمنية والعسكرية لحماية الحدود الأردنية، والتي تعدّ مفتاحًا للكثير من المتربصين بأمن وسلامة الوطن، تحمي وتصون الحدود، وتؤكد دومًا أن ذلك يأتي انطلاقاً من جهودها في المحافظة على أمن واستقرار المملكة وحماية حدودها، والتزاماً منها بواجبها الوطني تجاه الوطن، ليبقى واحة أمن واستقرار، وعصيًّا على كل من يتربّص بأمنه واستقراره، وما نراه بين الحين والآخر من عمليات بطولية في اسقاط هذه الطائرات التي يبدو أنها وسيلة إن لم تكن حربا تستهدف الأردن، ما نراه هو تأكيد أردني أن أراضيه ستبقى حالة سلام وأمن في المنطقة.
وبعد اسقاط طائرة مسيرة الاحد الماضي، قال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي «إن قوات حرس الحدود وبالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية العسكرية، رصدت محاولة اجتياز طائرة مسيرة دون طيار الحدود بطريقة غير مشروعة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، وتم إسقاطها داخل الأراضي الأردنية»، مبينا أنه بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة تم العثور على الطائرة، وتحويلها إلى الجهات المختصة»، وما يجب الإشارة إليه في هذا السياق ان ضبط هذه الطائرات ليس سهلا، كونها لا تُرى بالعين المجردة ليلا، ومع هذا فإن القوات المسلحة الأردنية بمهاراتها العسكرية تتمكن من ضبط وإسقاط هذه الطائرات المتسللة، وتؤكد باستمرار أنها ماضية في التعامل بكل قوة وحزم، مع أي تهديد على الواجهات الحدودية، وأي مساعٍ يراد بها تقويض وزعزعة أمن الوطن وترويع مواطنيه.
الدخول بتفاصيل صد هذه التهديدات حتما يقود للكثير من الملفات، ولكن ما يجب التأكيد عليه أن هناك حاجة لأن يرى العالم هذا التهديد الخطير بعين الاهتمام، ويطرح حلولا عملية لمواجهة هذه التحديات، وكذلك أن تتخذ سوريا مواقف عملية لصدّه، وغيرها من إجراءات توقف هذه التهديدات على الواجهات الحدودية الأردنية، فقد حدث أن تم اسقاط طائرتين مسيّرتين خلال أربعة أيام فقط، وفي ذلك جهد عسكري أمني أردني خارق وجبّار، يجب الأخذ به على محمّل التقدير والشكر لتحقيق الأمن في المنطقة وليس فقط على أراضيه.
نرفع القبعات للقوات المسلحة الأردنية، ونقدّر عاليا ما تقوم به بالتنسيق مع إدارة مكافحة المخدرات والأجهزة الأمنية والعسكرية، ليكون الأردن والأردنيون بأمن وسلام، ولا يشعرون بأي قلق يهدد أمنهم.
الدستور