الرئيس اللبناني يستجيب لشروط اللعبة الديمقراطية فيكلف السيد نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة تلبية لمطلب المعارضة تيار (8) اذار بعدان أصبحت تمتلك غالبية نيابية بسبب انضواء وليد جنبلاط تحت لوائها..
مما قلب معادلة التوازن لصالح المعارضة بعد ان كانت في صالح تيار المستقبل - (14) اذار..
وفي هذا التغيير نأمل ان يتجسد مبدأ تداول السلطة الذي يعتبر ركنا اساسيا في الحياة الديمقراطية الحقة..
لقد عانى لبنان الشقيق على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستشرى في المجتمع الفساد المالي والإداري..
واجتاح الوضع الآمني زعزعة وخلخلة كادت ان تدفع البلاد نحو حرب أهلية لاتبقي ولاتذر.. اما النسيج الآجتماعي فقد كادت ان تمزقه النزاعات الطائفية والمذهبية وتعدد الولاءات للخارج.. حيث يتعرض لبنان لأشكال التدخل الاقليمي والدولي..ولقد فشلت الحكومة السابقة في الحفاظ على مضامين اتفاق الدوحة الذي تشكلت على اساسه حكومة سعد الحريري بالتوافق..وذلك لآنها فتحت المجال لتدخل واشنطن وحليفاتها في الاتحاد الاوروبي..وهو تدخل يعارض تحقيق الوحدة الوطنية في لبنان كمايعارضها في جميع اقطار العروبة.. ثم ان الخلاف بشأن المحكمة الدولية وبشأن شهود الزور قد دفع وزراء المعارضة للآستقالة من حكومة سعد الحريري لآسقاطها..
أما الآن فقد جاء الدور للغالبية النيابية في تيار المعارضة.. ولا يخفي الرئيس المكلف ميقاتي رغبته في تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها جميع الكتل النيابية والآحزاب السياسية الفاعلة في تيار (14) اذار..
وإذا لم يستجب تيار المعارضة الجديدة تيار (14) اذار ويتعاون مع الرئيس المكلف فإن الدوامة السياسية السابقة ستعود لتدفع البلاد نحو الهاوية..
(الراي)