القلق والعصبية والتوتر!!. أصبحت السمات الملازمة الأبرز للشخصية المعاصرة... فالتغيرات وتلاحق الاحداث السريعة حول العالم تعتبر من أهم المسببات للقلق لنا كأفراد ننتمي الى هذا العالم الواسع.. لكنه من الملاحظ مؤخراً أن أغلبية من تتعامل معهم يومياً سواء في العمل أو في البيت قد أصبحوا عبارة عن عُقد مشدودة من القلق والتوتر الدائم.. ناهيك عما يتعرض له الفرد منا يومياً من أزمات وإختناقات مرورية قد ترفع مستوى التوتر عند أي شخص كان!!.
في عصرنا الحالي وبسبب الضغوطات العديدة التي نتعرض لها جميعاً، نجد أن مسببات القلق والتوتر قد زادت.. فعندما نشاهد نشرات الأخبار على التلفاز وما تبثه لنا بعض الفضائيات الممتهنة لأسلوب الإثارة والتحريض، نجد أنه من الطبيعي أن تزداد نسبة التوتر لدينا بسبب القلق والخوف من مستقبل غير واضح المعالم؛ مما قد يدخلنا في دوامة من الأفكار السلبية التي تصبح مع الوقت عادة من الصعب مقاومتها والتخلص منها.
وفي هذا السياق... وجدت أنه من أجمل العبر التي قرأتها للتغلب على القلق الدائم الذي أصبح يسكن العديد منا، قصة كانت قد حدثت بالفعل مع رجل سافر إلى ألاسكا للتعرف على عادات سكان القطب الشمالي، وبينما كان الرجل هناك قابل واحدًا من شعب الأسكيمو، فسأله: كم عمرك؟، فقال له: يوم واحد، فلم يفهم الرجل جوابه إلا بعد أن تكلم مع صديق له، كان قد عاش في القطب الشمالي لمدة عشرين عامًا، وألف كتابًا عن عادات الأسكيمو، فقال له: إن أهل الأسكيمو يعتقدون بأنهم يموتون عندما ينامون بالليل، ويعودون للحياة عندما يستيقظون، لذا فليس هناك في الأسكيمو من يزيد عمره عن يوم واحد، فالحياة في الدائرة القطبية الشمالية قاسية، والبقاء حياً يعد إنجازاً مهماً، مع ذلك فإنك لن ترى أبداً إنساناً من الأسكيمو يبدو قلقاً أو متوتراً؛ فقد تعلّموا مواجهة كل يوم بيومه.!
وبالرغم من الأحوال الاقتصادية والإجتماعية الصعبة السائدة عالمياً إلا أننا نستطيع التخلص من الإحساس بالقلق إن نحن أردنا ذلك.. لكن علينا أن نعي أولاً أن كل الإحتمالات في الحياة واردة وعلينا أن نهيئ أنفسنا لتوقع حتى أسوأها، وأن نستعد لمواجهتها بسلاح حسن التخطيط والصبر، لأن الإستعداد سيجعلنا أكثر قوة وأعمق معرفة لوضع الحلول المناسبة للمشاكل المحتملة حدوثها مع أي فرد منا؛ مما يمكننا من تجاوزها بسهولة أكثر وبأقل الخسائر الممكنة.
إنها دعوة مفتوحة للجميع كي نفتح أعيننا على أساليب وطرق جديدة للتخلص من القلق.. فمشكلة القلق لا تكون دوماً كما تعودنا رؤيتها.. بل أن جزءاً كبيراً من هذه المشكلة يكمن في عالمنا الداخلي وطريقة رؤيتنا للأشياء.. فالسعادة والقلق هما شيئان داخليان ينبعان من ذات الإنسان، والطريق الذي يوصلنا الى القلق والإحباط هو بلا شك طريقة تفكيرنا... وهو الطريق ذاته الذي يمكننا من الوصول الى السعادة... فليس هناك قلق في أشكال الحياة وأدوارها، لكن هناك أُناسا يركزون جل تفكيرهم على الأشياء التي تدعو إلى القلق!!.
Diana-nimri@hotmail.com
(الراي)