في رثاء الشوابكة: رحمك الله يا ابن العم
علي السنيد
28-08-2023 10:09 PM
لم يرحل المنصب الرفيع، والرتب - ووالله انك لتزهو بك المناصب، والرتب- وانما رحل عن دنيانا الخلق الرفيع، والطيب، والشهامة في اجلى صورها.
وافضى الاخ والصديق العين جمال الشوابكة الى خالقه يرنو الى رحمة ربه، وعظيم احسانه.
رحل القائد العسكري الفذ الذي لوحت جبهته ارض الاردن وسمائه، وترك في الجيش اجمل ايام عمره، واحلى السنين، وغادرتنا منظومة القيم الرفيعة، والصدق الوطني، وصاحب القلب الكبير، وفقدنا النقاء، والصفاء، والسمو، والتواضع، وقد تمثلت عفة النفس، وكبريائها في فارس اولعنا عشقا ثم مضى، وما لبث ان ترجل.
وفي لحظات كنت تغادر عالمنا يا ابن العم - كما درحت تناديني- لتوجعنا بالرحيل ، وتفجعنا على اثرك، ويعصف الحزن في ثنايا ارواحنا.
وقد خيم الحزن العميق في مجلس الاعيان، ووجدنا انفسنا امام هول الفاجعة لا نلوي على شيء، وفي مكتبك ذكرى تظل تلح في الذاكرة.
وازاء مقعدك، وجلساتك المؤنسة، وعذوبة كلماتك، وتلقائيتك المحببة، ورحابة صدرك، وسعتك للناس لا نملك الا ان نقول: "لا حول ولا قوة الا بالله" و "انا لله وانا اليه راجعون".
وستبقى ماثلا فينا ما بقي الورد والندى ينبت في ارضنا الطيبة، وسيظل طائف منك يتردد في ثنايا ارواحنا، ويطرق على ابواب قلوبنا نسيم منك يفوح بطيبتك، وبطيب سجاياك، وعزة نفسك.
وسيذكرك الجيش، ورفاق السلاح اخا ومعلما، ورمحاَ، وستذكرك عمان من اشجع فرسانها، وستحنو عليك الارض الطيبة التي عشقتها، وبادلتها حبا بحب.
وستحضر دوما في فرحنا ، وفي تطلعاتنا الوطنية، وفي انجازاتنا، وفي امالنا، وفي حلمنا الوطني الكبير فمن اعتاد على الحضور يستعصي على الغياب.
رحمك الله يا ابن العم، واستودعناك الله الرحمن الرحيم الذي لا تضيع ودائعه، وسقتك الغمام ، وخالص الدعوات، ونبت على ثراك الورد ، والدحنون، ومرت على رمسك سحائب الرحمات ما بقي الليل والنهار.