هل هناك مخطط لاسقاط "النظام الرسمي العربي"
شحاده أبو بقر
27-01-2011 02:53 PM
اعرف كغيري من العرب ان هناك عتبا و ربما غضبا شعبيا عربيا على الانظمة الرسمية في عالمنا العربي ، وهو واقع سببه البطالة والفقر وتراكم الاحتلال والظلم والتخلف ، فالناس في دنيا العرب يعتقدون ان بوسع القيادات السياسية ان تفعل الكثير في مواجهة تلك التحديات ، لكنها لم تفعل!.
وادرك ان من قد يحاول الدفاع اليوم عن الانظمة الرسمية ، سيواجه بحنق وغضب من سائر القوى الناشطة الاجتماعية والسياسية في طول بلاد العرب وعرضها وسيصنف في خانة المستفيدين او المنافقين وربما العملاء ... ولا حول ولا قوة الا بالله ، ولكي اسلم من كل هذا امام طوفان المشاعر الشعبية العربية التي تلوم الانظمة وتلقي عليها بتبعية ما يعانيه عرب اليوم من مشكلات ، فلن ادافع عن احد ولن ادخل في سجال مع احد ، لكنني اسأل والسؤال لم يحرم بعد :
ترى الا يمكن وفي غمرة طوفان المشاعر الانسانية العربية الرافضة للظلم والطغيان ملاحظة ان هناك قوى اجنبية مدعومة ببوق او بأبواق عربية تجهد صباح مساء في تنفيذ مخطط مهمته استغلال هذا الطوفان لاسقاط " النظام الرسمي العربي " برمته ، واشاعة الفوضى في اوصال العالم العربي كله ، خدمة لاعداء العرب واهدافهم الشريرة !،بمعنى ان هناك من "يستثمر" احزان العرب وما هم فيه من ظلم وقهر وعناء ، للقضاء على الحكم العربي لارض العرب، واستغلال نقمة الشعوب العربية المقهورة في بناء استعمار اجنبي جديد لارض العرب وتاريخ العرب ومستقبل كل العرب.
نعم .. هل يمكن التفكير في هذا الامر ، عندما " تجاهد وتكافح " تلك القوى والابواق وبلهفة غير مسبوقة ومفهومة وغير مفهومة، لاستغلال ما جرى في تونس الشقيقة عندما تخلص الاشقاء هناك من حكم طاغ ، واعتباره بداية لتثوير الشارع العربي كله ضد قياداته دفعة واحدة او بالقطعة ولكن بالتتابع ، باسم الخلاص من الظلم والبحث عن الحرية والحياة الافضل !.
مرة اخرى ادرك ان من يقول هذا او حتى يطرح تساؤلا كهذا، سيصنف في صفوف المدافعين عن الظلم ، ولكنني وبتقوى الله جلت قدرته وبعونه سبحانه وتعالى ، أحذر من انتشار الفوضى السياسية في دنيا العرب ، فذلك واقع لن يستفيد منه غير " اسرائيل " التي قال حاكمها " رئيس الوزراء " للتو.. ان " محمود عباس" رجل خطير يجب الخلاص منه ، او دولة اقليمية اخرى ما انفكت تتلاعب بمشاعر العرب الناقمين على انظمتهم لصالح استراتيجياتها السياسية الكبرى ، والتي تجد في عالمنا العربي من يتبناها ويتشبث بها تشبث الغريق بالقشة ظنا منه ان فيها الخلاص والتحرر وعودة الحقوق ، وهي
في حقيقة الامر ليست سوى "حلوى مسمومة " لن تبقي ولن تذر إن هي تمكنت من عنق هذه الامة المنكوبة بتخلفها وابتعادها عن منهج الله جل وعلا ، وبجنوحها الى التقليد الاعمى واقتباس قيم حضارية زائفة ونظريات غربية هدامة !
ادعو صادقا باذن الله كل الصادقين المنطقيين الى التفكير مليا بما يجري، خاصة ما يفعله البوق او الابواق التي تبدو وكمن يطفيء حريقا في هجومها الشديد والسريع والممنهج ضد مصر الشقيقة اكبر دول العرب ،وضد السلطة الفلسطينية وقيادتها المغلوبة على امرها، "والحبل على الجرار" ... فهل هذا آت من فراغ ام ان له اهدافه التي قد لا تخدم اي عربي على وجه الارض،فالخطة غايتها اسقاط الانظمة العربية لضمان سقوط "النظام الرسمي العربي" برمته لمصلحة "نظام رسمي جديد غير عربي" يحكم ارض العرب ويستعيد امجادا خبت، والله وحده يعلم اسرار غاياته الدفينة ، ورحم الله
الملك الحسين إذ حذر في مطلع الثمانينيات وبدايات الحرب العراقية الايرانية من خطر كبير على النظام الرسمي العربي كله !.
واخيرا ، فان تمسكا بانظمة عربية غير فاعلة ولكن يمكن اصلاحها، افضل مليون مرة من العيش تحت نير إحتلال نظام سياسي غريب ليس لعربي عنده حق او شرف او كرامة ..! ، وليس الاصلاح عن متناول ايدي الامة ببعيد شرط ان نظل عربا بتاريخ عربي ونظام رسمي عربي ، الا اذا كان فينا من لا يمانع في العودة الى عهود الظلام والاستعمار الاولى !!!... والله من وراء القصد.
شحاده أبو بقر