منهاج التربية الوطنية وضرورات التحديث والتطوير
د. ليث طايل بني ملحم
27-08-2023 04:26 PM
يمثل التعليم احد أهم العناصر إلى تستند إليها الأمم لبناء جيل منتمي إلى وطنه معتزا بالانجازات التي تحققت مساهما في مسيرة البناء، فلا يمكن أن يتشكل الوعي لدى الأفراد بغير التعليم، ولا أمل للأمم بالتقدم والرقي بغير التعليم. وفي السياق ذاته تمثل المناهج التعليمية حجز الزاوية في التعليم المدرسي والجامعي، لذا تحرص الدول على تحديث مناهجها باستمرار لمواكبة التطورات من جهة وتضمين الانجازات التي يتم تحقيقها من جهة أخرى.
ويمثل منهاج التربية الوطنية للمرحلة الجامعية المناهج الأكثر أهمية نظرا لدوره المحوري في تشكيل الوعي الوطني لدى طلبة الجامعة، وتعزيز انتماء الطالب لوطنه وقيادته، وتقدير الجهود الكبيرة التي قام بها رجال الأردن في مسيرة البناء الوطني.
وبالرغم من تلك الأهمية لكتاب التربية الوطنية في المرحلة الجامعية إلا أن المحتوى التعليمي للكتاب لم يشهد أي تطوير أو تحديث منذ فترة ليست بقصيرة، الأمر الذي أوجد فجوة بين ما يشهده الأردن من تطور وبين ما يتم تدريس الطالب عليه فعليا، فعلى سبيل المثال لا للحصر وفي الفصل الخامس (الأمن الوطني الأردني ) وفي المبحث الثاني(مؤسسات الأمن الوطني) لا يزال المناهج يقسم تلك المؤسسات إلى أربعة أقسام هي (القوات المسلحة، مديرية الأمن العام، المخابرات العامة، الدفاع المدني ) فالمحتوى هنا يغفل مرحلة هامة من مراحل تطوير مؤسسات الأمن الوطني والتي تتعلق بدمج الأجهزة الأمنية(الدرك، والدفاع المدني والامن العام ) بجهاز واحد تابع (الأمن العام) وبناء على رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني واختيار الفريق الركن حسين الحواتمة لتنفيذ المهمة نظرا للمؤهلات الأكاديمية والمهنية التي يتمتع بها الفريق الركن حسين الحواتمة ، وما نتج عن ذلك من آثار ايجابية ظهرت ملامحهما في سرعة الأداء والدقة في التنفيذ والانسجام والتناغم أسهم بصورة جلية في رفع مستوى جودة الأداء . وهذا ما تم لمسه من كافه اطياف المجتمع الاردني على كافة الجوانب
ولا شك بأن إغفال هذا التطور ، وإغفال الآثار التي نتجت عن توحيد المنظومة الأمنية في عهد الفريق الركن حسين الحواتمة من اجل تحقيق هدف ثابت هو أمن الأردن ومواطنيه- يعد قصورا واضحا وفجوة كبيرة بين ما تحقق من انجازات وما يتم تدريسه لطلبتنا في الجامعات على ارض الواقع ، ولعل هذا يستدعى اعادة النظر في محتوى مادة التربية الوطنية حتى تواكب مسيرة التطور التي يشهدها الأردن في عهد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم.