تقول العرب: من ساواك بنفسه ما ظلمك.. وقد صدقت العرب.. ولكن السؤال الذي يبطح جَمَلًا هائجًا بلا تعب: أين هو الذي يساويك بنفسه الآن؟!.
كل الناس – إلّا من رحم ربّي – ترى نفسها أفضل منك.. كلّهم أو جلّهم تراك لا تستحق ما أنت فيه؛ وما أنت فيه ( حجر كبير أنت مضروب فيه) ولا يعلمون.. ينظرون إلى خبزك الناشف ولا يسألون إلّا سؤالًا واحدًا: من أين أتى به؟ والسؤال لا يبقى سؤالًا بل يحمل معه إجابات طويلة وعريضة أقلّها: فاسد و يتاجر بالسرّ بالممنوعات..!
ولم يلتفت أحد أن الخبز ناشف ناشف؛ والناشف لا يأتي إلّا بنشفان الريق ووصول القلب إلى الحنجرة هلعًا وخوفًا ومغامرة ..!
طبعًا حتى لا يخرج عليّ صغار المتصيدين ويقولون خلف ظهري: مش لهاي الدرجة؟ الكل لاقي الخبز.. فأنا لا أقصد الخبز بمعنى الخبز ولا الناشف بمعنى الناشف؛ هو الترميز من أجل أن يحلو الكلام؛ ومن أجل غاية في نفسي..!
المهم: أبحث عن من يساويني في نفسه.. وأنتم تبحثون معي..! أبحث عن مساواة حتى في القهر والظلم والحرمان.. ومع انني ضد مقولة «العدل في توزيع الظلم» ولكنني أرتضيها الآن كي أشعر؛ فقط أشعر؛ أن الظلم عدلٌ في زمن لا عدل فيه حتى في الظلم..!
أرجوكم: اظلموني بعدل..!
الدستور