ما هي حدود انهماك الأردن في المستجدات التي تجري بالقرب من حدوده الشمالية، وتحديدا تجدد الاحتجاجات جنوب سوريا ضد الحكومة والنظام السوريين؟
وهل تزامن زيارة رئيس الأركان الأمريكي إلى الأردن مع تجدد الاحتجاجات جنوب سوريا هو أمر من قبيل المصادفة؟
وهل لإعلان السلطات الأردنية قبل مدة وجيزة نبأ تدمير طائرة موجّهة (درون) تحمل شحنة متفجرة عبرت الحدود الشمالية قادمة من سوريا علاقة بالسياق أعلاه؟
وهل للتقارير الإعلامية الأخيرة التي عادت للواجهة بعد غياب حول رفض اللاجئين السوريين العودة لبلدهم حتى لو كانت العودة متاحة (وبالتالي لا يبقى هناك حل سوى توطينهم أو إعادة توطينهم) علاقة بهذا السياق أيضا؟
وهل لتعديلات قانون الجرائم الإلكترونية التي أقرّها الأردن مؤخرا علاقة بقرارات داخلية و/أو أدوار إقليمية يمكن أن يلعبها الأردن في المدى المنظور، أو تُطلب منه، أو تُفرض عليه.. ولا يُراد لها أن تلقى أي معارضة أو انتقادات أو تفنيد؟
كل سؤال من الأسئلة أعلاه هو سؤال وجيه ويصلح لأن يكون مناطا للطرح والبحث والتمحيص في عُرف الإعلام المهني المحترف.
ولكن المفارقة أنّ أحدا من مؤسساتنا الصحفية والإعلامية وصحفيينا وإعلامينا ومحللينا وخبرائنا ليس معنيا بطرح ومناقشة مثل هذه الأسئلة!
بل إنّ الناس أنفسهم غير معنيين وغير مهتمين بمثل هذه الأسئلة، وهذا بحد ذاته منحى ومؤشر خطير تفوق خطورته أي تضمينات أو تداعيات محتملة يمكن أن تنضوي عليها هذه الأسئلة!