اذا ما سمعت عن ندوة او فعالية ثقافية أصاب بشعور كبير بالفرحة والبهجة. وسواء كانت الفعالية بدعوة من تنظيم حكومي او اهلي. في الصيف تتزايد الفعاليات والنشاطات الثقافية.
وطبعا، للفعاليات الثقافية دور حيوي في تنمية الوعي واقبال الناس على الفعل الثقافي والقراءة، ومتابعة الاعمال الثقافية والفكرية.
وما لفت انتباهي ودفعني لكتابة هذه السطور المتواضعة. ثمة ملاحظات سلبية متكررة في الفعاليات الثقافية، وقد لاحظها اخرون شاركوا في ندوات ومؤتمرات ثقافية وفكرية، واولها غياب الجمهور. وحيث ان ضيوف الندوات والفعاليات الثقافية هي ذات الوجوه المكررة، وغالبا ما يغيب الاعلام عن الفعالية، و لا تنشر اي اخبار او تبث تغطيات إذاعية وتلفزيونية حول الفعالية الثقافية.
الاعلام غائب، وما قد ينشر حصريا صور على السوشل ميديا، ودون متن خبري، ولا تقرير اخباري عن الفعالية والنشاط الثقافي.
وانا، اتابع مواقع اخبارية وابواب اقسامها المتخصصة بالشأن الثقافي، فهي غير معنية بالنشر والتغطية الاعلامية لاي فعالية او نشاط ثقافي.
وفيما هو ابعد نلاحظ ان القنوات التلفزيونية والاذاعية الاردنية يكاد ينحصر اهتمامها في السياسة والاخبار المحلية، وبرامج ترفيه طبخ ومنوعات، وتغيب الثقافة تقريبا عن الاعلام الاردني المسموع والمرئي والمقروء. ولا ادري، فما دام ان الندوة الثقافية لا تنشر ولا تبث في الاعلام، وما دام الجمهور غائبا، فلماذا تقام اصلا ؟
فما الجدوى والعبرة من فعالية ثقافية يتحدث محاوروها مع انفسهم ؟!
وقد يكون نصيب فعالية ثقافية من الاهتمام الإعلامي وحضور جماهيري محصورا، واذا ما كانت وزيرة الثقافة سوف ترعاها وتشارك في برنامجها.
ويحضر مصورون ويلتقطون الصور، ووزيرة الثقافة تملك جمهورا متجولا ومتحركا يمشي ويسير وراء خطاها، ويتابع الوزيرة اينما ذهبت وشاركت في فعالية ثقافية او غيرها.
للأسف، في بلادنا لا يوجد جمهور ثقافي. في موسم مهرجانات الصيف يظهر الى سطح جمهور فني وترفيهي. و حتى الفنان الاردني، في المهرجانات فانه يعاني من ازمة الجمهور، وكما لو ان الأردنيين لا يعترفون بفناني ومطربي بلادنا. ويعلن فنانون اردنيون عن حفلات ويوجهون دعوات مجانية للجمهور، ولا احد يحضر. فما بالكم، لو سألنا الأردنيين عن مثقف او شاعر او روائي او مفكر اردني ؟!
والسؤال الجريء اردنيا، هل لدينا مفكر ومثقف وشاعر وروائي اردني ؟!
وتجد نفسك أيضا امام سؤال اخر وليس ببعيد عن السؤال الأول، ان لم يكن وجهه الاخر، هل لدينا اغنية اردنية؟
الدستور