جهود عظيمة ومقدرة تبذلها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة البيئة لتحقيق رؤيا جديدة انطلاقاً من ايمانها بأن عمق الانتماء للمدرسة هو سبب النجاح على كافة المحاور ، حيث ان من أهم أولوياتها في المرحلة القادمة ، التركيز على توفير بيئة مدرسية آمنة نظيفة وجاذبة ، تخلو من المهددات الجسدية والنفسية والصحية للطالب ، وتمنحه الشعور بالأمان ، وتكون أساساً في عملية تعلُّمه وتواصله مع أقرانه ، وهذا يحتاج بالضرورة الى البرامج التوعوية التي تهدف إلى الإسهام في حماية بيئة المدرسة ، لذلك جاءت مبادرة "لمدرستي أنتمي" وبتوجيه ملكي سامي ، والتي تشمل مختلف أركان العملية التعلمية التعليمية ، بهدف تحسين البيئة التعلمية في مدارسها كافة ، والتعامل مع التحديات التي تواجهها والسلوكيات المرتبطة بها من خلال العديد من الأنشطة ، وصولا لتربية جيل واعٍ بأهمية البيئة وانعكاساتها الصحية والنفسية والاقتصادية.

ان الحديث عن مبادرة ( لمدرستي أنتمي) والتي سيتم اطلاقها قريبا في حفل رسمي وبرعايه وزيري التربية والبيئة حديث يقودنا إلى السؤال عن الفئة المستهدفة ، حيث انها موجهة الى الطلبة الإناث والذكور من الصفوف من الروضة إلى الثاني عشر (مقسمين الى عدة فئات فرعية وهي : من فئة رياض الأطفال الى الصف الثالث الأساسي ، ثم فئة الصفوف من الرابع الى السادس الأساسي ، وفئة الصفوف السابع الى العاشر ، وفئة الصفوف الحادي عشر والثاني عشر) ، ثم تاتي فئة المعلمين والتي تشمل مربي الصفوف ، ومعلمي المواد ، ثم معلمي الصحة المدرسية ، ومن ثم الكادر الإداري (غير التدريسي) من مدير مدرسة ، الى مساعد المدير ، الى سكرتير ، ثم المرشدين التربويين وغيرهم من الكوادر الأخرى ، إضافة إلى أولياء أمور الطلبة ، فيما اشتملت الفئات الثانوية : مدراء التربية وموظفي المديريات ، والمشرفين التربويين ، والمجتمع المحلي ، ليشكلوا بذلك شبكة من المتداخلين في العمل لكل منهم مهامة وادواره وواجباته ومسؤولياته وحدود عمله .

ان ما تتضمنه هذه المبادرة من الرؤى والتطلعات والاجراءات تقود الى تحقيق النتاجات المرجوة بهدف توفير بيئة مدرسية تربوية تتسم بالنظام والصحة والجمال والنظافة ، ذلك بوضع إطار ممنهج واضح للعمل في اللجان المدرسية مدعومة بأدوات فاعلة ، فما تتضمنه هذه المبادرة وما تحتويه من افكار ومدخلات تسعى إلى زيادة وعي الطلبة وانتمائهم وتحفيز سلوكهم الإيجابي ، إضافة إلى بناء وتوفير مناخ تربوي مميز يساهم في تهيئة أفراد مبدعين وقادرين على حل المشاكل ومواجهة الصعوبات والتحديات الحياتية المختلفة ، اضافة الى توفير الفرص وإفساح المجال أمام الطاقات الإبداعية الكامنة لدى المعلمين والطلاب ليساهموا في دعم وتطوير المدرسة التي ينتمون إليها، في سبيل قيادتها نحو الأفضل والأجمل .

كما وان القيمة المضافة التي ستقدمها هذه المبادرة هي اكساب المعارف الهامة التي تعني بذلك لتصبح بيئة المدرسة بيئة جاذبة وبيئة آمنة ومحفزة ، بحيث تكون مسؤوليتها مسؤولية جميع إفراد المجتمع بكافة مكوناته وفئاته ، ما يتطلب فتح أفق التعاون مع الجهات والمؤسسات المختلفة الحكومية والخاصة في مجال الحفاظ على المدرسة وبيئتها وعلى رأسها وزارة البيئة ، ما يؤدي الى تحسين البيئة المدرسية الذي سينعكس إيجابًا على المدرسة والمجتمع المحلي ، بحيث تسود المدرسة أجواءٌ إيجابية تسهم في تشجيع الطلبة احترام النظام ، والالتزام بالأنظمة والتعليمات ، وبناء علاقات إيجابية بين الطلبة وأقرانهم من جهة ، وبين الطلبة ومعلميهم من جهة اخرى ، اضافة لتعزز تواصل أولياء أمور الطلبة مع المعلمين ، وتحفز المعلمين على مشاركة الطلبة والمجتمع المحلي في اتخاذ القرارات المتعلقة بتحسين بيئة المدرسة ، وتحديد الثقافة المشتركة للمدرسة من خلال الاتفاق على القيم والمعايير التي تسود وتحكم المجتمع المدرسي وتطبيق الأنظمة والتعليمات المدرسية بشكل دائم .

ان وزارة التربية والتعليم وضمن اولوياتها الحالية تسعى بجهد كبير إلى إنجاح هذه المبادرة الخلاقة من خلال دعم نجاح كافة الاطراف ذات العلاقة ، مع وجود آليات متابعة للخطة التنفيذية والاشراف المباشر على عملية تطبيقها ، والتي اشتملت على تنظيم أنشطة إثرائية على مستوى المديريات والمدارس ، تتضمن عدد من المسابقات ، واقامة أيام تطوعية ولقاءات وأنشطة ، بمشاركة أولياء أمور الطلبة وأفراد المجتمع المحلي ، إضافة إلى تصميم أنشطة ومبادرات يقودها الطلبة انفسهم بمشاركة أولياء امورهم والمجتمع المحلي والمجالس البرلمانية الطلابية، ومجالس أولياء الأمور والمعلمين ومجالس التطوير التربوي.

بقي أن أقول ان نجاح تطبيق هذه المبادرة الريادية يستدعي تعاون كافة المتداخلين في العملية التعليمية والمجتمع ، اضافة الى اطلاق حملة إعلامية موجهة باستخدام قنوات التواصل المختلفة ذات صلة بالفئات المستهدفة ، واستثمار كافة الوسائل الاعلامية المرئية والمقروءة والمسموعة ، ببث رسائل تعزز الاهتمام بتحسين البيئة المدرسية وتركز على أهمية تبني السلوكيات الإيجابية المتعلقة بالصحة والنظافة وبيئة المدرسة، وبناء التوجهات الإيجابية لدى الطلبة نحو المشاركة في أنشطة تحسين البيئة المدرسية، ودور الطلبة في تحسين البيئة المدرسية مع اهمية نشر تعليمات الانضباط المدرسي وفهم مضامينها الخاصة ، مع ارساء ثقافة تضرب بعمق للحفاظ على المرافق والممتلكات المدرسية، والابتعاد ممارسات التخريب والاعتداء .

وأخيراً وان اطلت ، فان المسؤولية الان في ملعب "فرسان الميدان" باعتماد أدوار المعلمين ، والكادر الإداري والمدرسي ، والطلبة انفسهم ، بالإضافة إلى أهمية إشراك أولياء الأمور والمجتمع المحلي لإنجاح هذا الفعل الريادي الذي سنجني ثماره قريباً ما ينعكس على سلوك ابنائنا الطلبة وعلى بيئة مدارسنا بالمجمل ، سائلين المولى عز وجل التوفيق والسداد.

والله ولي التوفيق.