دور العرف العشائري في المحافظة على السلم المجتمعي
جسار حسام العمرو
23-08-2023 05:37 PM
يعتبر العرف العشائري جزءًا من التراث الاجتماعي والثقافي للعشائر الاردنية ،و له تأثير في المحافظة على السلم المجتمعي . فيمكن أن يكون للعرف العشائري دور في الحفاظ على السلم المجتمعي.
من خلال تنظيم العلاقات الاجتماعية الذي يساهم بدوره العرف العشائري في إنشاء نظام من القواعد والتعليمات التي تحكم العلاقات بين أفراد العشيرة. فيمكن أن يوفر هذا التنظيم الاجتماعي هيكلية واضحة للتعامل مع النزاعات والمشاكل إذ يُعزز النظام والتوازن داخل المجتمع. ويعمل على حماية المصالح العشائرية أن العرف العشائري قد يكون له دور في حماية مصالح العشيرة والحفاظ على تكاملها واستقرارها. من خلال التعليمات والتوجيهات التي يوفرها العرف العشائري، يمكن للمجتمع العشائري التعامل بشكل أفضل مع التحديات الداخلية والخارجية والحفاظ على السلم والاستقرار، ايضاً يُسهم في قوة التضامن والمساندة إذ أن للعرف العشائري دور في تعزيز التضامن والمساندة بين أفراد العشيرة. عندما يكون هناك توافق وتعاون قوي بين أفراد العشيرة وفقًا للعرف العشائري، يصبح من المرجح أن يكون هناك استجابة أفضل للأزمات والتحديات التي يواجهها المجتمع، وبالتالي يسهم في الحفاظ على السلم المجتمعي.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العرف العشائري يتفاوت من مجتمع لآخر ومن عشيرة إلى أخرى، وقد يكون له أيضًا بعض الجوانب السلبية مثل التمييز والتفرقة القائمة على العرق أو النسب. لذا، يجب أن نتعامل معه بحذر ونأخذ في الاعتبار التطورات الاجتماعية والقانونية الحديثة لضمان تعزيز العدالة والمساواة في المجتمع.
أن هذه التطورات الاجتماعية والقانونية يمكن لها أن تؤثر بشكل كبير على العرف العشائري.
مثل تغير القوانين والتشريعات فقد تقوم السلطات القانونية بتطبيق قوانين جديدة أو تعدل التشريعات القائمة التي لها تأثيراتها على الممارسات العشائرية. فقد يتم تطبيق قوانين تهدف إلى تعزيز المساواة وحقوق الأفراد وتقليل التمييز القائم على العرق أو النسب. هذا بدوره قد يؤدي إلى تغيير في الطرق التقليدية التي تتم بها الممارسات العشائرية. وهذا يقودنا الى الحديث عن التحولات الاجتماعية فقد تحدث تغيرات اجتماعية تؤثر على العرف العشائري، فعلى سبيل المثال ازدياد اعداد المُنتقلين من الحياة الريفية إلى الحضرية، أو تغير القيم و المبادىء والمعتقدات الاجتماعية. هذه التحولات جميعها لها تأثيرها على قوة العرف العشائري وتأثيره في حياة الأفراد.
أن التعليم و زيادة الوعي في المجتمع قد يؤدي إلى تغييرات في الاحترام والتقدير للعرف العشائري. قد يبدأ الأفراد في تساؤلات حول الممارسات التقليدية وقدرتها على مواكبة التطورات الاجتماعية الحديثة حالياً .
مثل تكنولوجيا الاتصالات و وسائل التواصل الاجتماعي فقد تعطي فرصًا للتفاعل والتواصل بين الأفراد خارج إطار العشيرة. إذ يمكن أن يؤدي هذا إلى تبادل الأفكار والقيم والمعتقدات المختلفة، مما يؤثر على العرف العشائري ويجعله يتحدث عن تحديثات فيه .
أن هذه التطورات ليست شاملة، والتأثير الفعلي يعتمد على الثقافة المجتمعية التي ينتمي إليه العرف العشائري. فقد يكون لها تأثيرات إيجابية في تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية، ولكنها قد تواجه أيضًا تحديات في مواجهة المقاومة والتشبث بالتقاليد القديمة.