الصوت العالي أم مستوى الأداء للحد من ظاهرة التسول
د. عبدالباسط الخوالدة
23-08-2023 01:28 PM
مما لا شك فيه أن ظاهرة التسول تهدد البناء الاجتماعي والمجتمع كونها تنتهك عزة النفس لأنها أصبحت أبعد عن الحاجة، بل الامتهان والإدمان وتؤدي إلى الانحلال الفكري والأخلاقي..
ومن هنا تسعى مديرية مكافحة التسول في وزارة التنمية الاجتماعية للحد من ظاهرة التسول وآثارها من خلال حماية المجتمع من الجرائم المرتبطة بالتسول، والتسول المنظم والوقاية منها، لذلك تم تشكيل لجان منتشرة في كافة أنحاء المملكة من أجل هذه الغاية وكذلك من أجل الحفاظ على الصورة الحضارية للأردن في كافة المناطق بشكل عام .
أما فيما يتعلق بموضوع المتسولين في الكرك فقد استطاعت اللجنة المشكلة في مديرية تنمية الكرك خلال النصف الأول من هذا العام ضبط ٧٠ متسولا منهم ٦٠ بالغا من كلا الجنسين وكذلك ١٠ احداث من كلا الجنسين وبالتعاون مع الشريك الاستراتيجي الأمن العام علاوة، على تذليل التحديات وتبسيط الإجراءات فيما يتعلق بضبط الأطفال المتسولين بالاتفاق مع الجهات الشريكة وزارة العدل وجاري العمل على توحيدها كما استطعنا في وزارة التنمية الاجتماعية في الفترة الأخيرة تغليظ العقوبات الخاصة بالتسول والواردة بقانون العقوبات بالمادة ٣٨٩ بحيث رفعت لتصل إلى سنة في حدها الاعلى بدل ٣ أشهر ،كما رفعت عقوبة التسخير لتصل إلى سنتين وتغلظ على المكررين بالحبس مدة لا تقل عن ٦ اشهر ولا تزيد عن سنة مع عدم استعمال الاسباب المخففة التقديرية وإشارة إلى المادة ٣٨٩ من قانون العقوبات الاردني رقم ١٠ لسنة ٢٠٢٠ فقد تضمنت صورا للتسول منها الاستعطاء أو طلب الصدقة من الناس متذرعا بعرض جروح أو عاهة فيه أو اصطنعها أو بأي وسيلة أخرى، وهنالك الكثير من الحالات التي تتذرع بالأطفال الرضع لاستدرار عطف المواطن علما بأن كثيرا من هذة الحالات التي تم ضبطها بينت أن الأطفال ليسوا لذات العائلة، بل مضطر آسفا أن أقول إنهم مستأجرين لغاية التسول ..
وهنا ندعو المواطنين عدم الانخداع بمظاهر المتسولين ونهيب بهم كونهم يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية كشريك للحد من هذه الظاهرة وحماية فئات الأطفال الاكثر تعرضا لخطر ظاهرة التسول، علما بأن هنالك جهود جبارة تبذل من قبل كافة الموسسات سواء من وزارة التنمية الاجتماعية و وزارة العدل والمجلس الوطني لشؤون الأسرة ومديرية الأمن العام وكذلك المؤسسات الإعلامية للحد من هذه الظاهرة، إضافة الى أن العمل جارٍ على إطلاق الاستراتيجية الوطنية التي تسعى للحد من هذه الظاهرة وكذلك تطوير وتنفيذ برامج توعوية وحشد الرأي العام للحصول على موقف رافض لتسول الأطفال بشكل خاص والتسول بشكل عام كما يقع على عاتق المواطن لمواجهة هذه الافه تفعيل دور التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع وتعزيز التعاونيات والتشاركية ، كما يقع على عاتقنا إن نعمل بالتقاطعية مع كافة الجهات للحد منها.
د. عبدالباسط الخوالدة/مدير مكافحة التسول.