لوكاشينكا يغلق الباب على زيلينسكي ويتوقع انهيار دولته
د.حسام العتوم
23-08-2023 11:17 AM
يعتبر رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكا من أقوى زعماء تحالف ما بعد انهيار الإتحاد السوفيتي CNG بعد شخصية زعيم روسيا الإتحادية فلاديمير بوتين ، و اذا كان ممكنا وصف بوتين بالأسد فإن لوكاشينكا نمر حقيقي ، ويتمركز ودولته بيلاروسيا في الواجهة الروسية على شكل صدام أمامي من جهة الغرب ، ولقد عملت روسيا على تزويد بلاده بالسلاح النووي الذي كان مخصصا لها في الحقبة السوفيتية ، وهو يتفق معها ومع رئيسها بوتين قلبا و قالبا ، ويدير بلاده بحكمة و صرامة ، وكل من يزور بيلاروسيا و يعود من هناك يحني القبعة لقيادته ، حيث الأمن و النظافة و البنية التحتية القوية، و هو الناصح الأمين للقيادة الروسية خاصة في موضوع " الحرب الأوكرانية" ، وتحديدا في موضوع منظمة "فاغنر " الأمنية الخاصة الروسية الأخير عند محاولتها وزعيمها يفغيني بريغوجين اقتحام موسكو العاصمة وهو في حالة غضب بسبب خلافاته مع قيادة الجيش الروسي التي تم التغلب عليها ، وهو أي لوكاشينكا لعب دورا وسيطا و حكيما في وضع حد سلمي لها ، وبعدها تم دعوة تنظيم " فاغنر " و زعيمه للتوجه لبيلاروسيا ، وهو الأمر الذي أثار حفيظة بولندا و الغرب الأمريكي ، و خلف الكواليس ، وهو المكشوف لروسيا ، حراك بولندي مدعوم من الغرب ، على غرار دعم الغرب للعاصمة الأوكرانية " كييف " لاجتياح غرب أوكرانيا قبل أن يقتحمها الروس حسب اعتقادهم ، ولهذا وذاك تحرك الجيش الروسي لتشكيل حاجز بين بولندا و غرب أوكرانيا ، ولمنع تمرير مشروع الغرب الإستراتيجي الخبيث ، و الذي هو جزء من سيناريو الحرب الأوكرانية نفسها .
وفي مقابلة حديثة للرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكا مع الصحفية الأوكرانية ديانا بانتشينكو بتاريخ 17/ 08/ 2023 ،انتقد الرئيس الأوكراني أو رئيس دولة "كييف" حاليا زيلينسكي بسبب تجواله الدائم في دول العالم مرتديا " بلوزة " خفيفة متظاهرا على أنه بطل في وضع يشبه ميخائيل غورباتشوف الذي كثرت تصريحاته و إنتهت بإنهيار الاتحاد السوفيتي ، وهو الأمر الذي سيتكرر مع زيلينسكي و دولته ، و بأن الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقبلة ستظهر غيره خاصة من صفوف العسكر ، و في حديث سابق له حولها شكك بأنه يرتدي ملابس لا يغسلها ، لكنه شخصية "شبعانة" وشعبه "جائع مكلوم" ، وهنا في المقابلة ركز على أن الحرب ليست نافعه لزيلينسكي ، وكلما طالت سوف تتسبب في اندثار الدولة الأوكرانية بالكامل ، ونصح النظام الأوكراني في " كييف" بقيادة زيلينسكي بالمحافظة على أبناء أمهات أوكرانيا المعرضون للقتل في ميادين قتال العملية / الحرب في أطراف مناطق الدونباس و القرم ، و صرح لوكاشينكا بأن الجيش الروسي يستخدم الان أحدث أسلحته ، و يدفع الى جبهة القتال نحو 250 الفا من جنود الإحتياط ، و نسبة من يقتل في أرض المعركة من 1- 8 لصالح الجيش الروسي ، و بأن الجيش الأوكراني فقد في الهجوم المضاد الأخير حوالي 45 الف محارب ، فيما نقل عن الجيش الروسي بأن رقم القتلى الأوكران من العسكريين في الهجمة المعاكسة بلغت 43 الفا ، و قال لوكاشينكا بأن الحرب كلما طالت كما تريد ذلك أمريكا و الغرب ، كلما زادت خسارة أوكرانيا ، وهدف أمريكا و معها الغرب استهداف روسيا و الصين معا ، ولقد وعدت روسيا حسب لوكاشينكا بتنفيذ معاهدة " مينسك بالكامل لو وافق الجانب الأوكراني على تنفيذ الجانب المطلوب منه من خلالها .
و المعروف في المقابل هو بأن لروسيا موقف ثابت من الحرب الأوكرانية التي بدأت من " كييف" بعد رفض السلام و الحوار المباشر ، و جذورها تمتد الى العاصمة الامريكية " واشنطن " التي حفرت تحت رماد انهيار الإتحاد السوفيتي عام 1991 ووسط حراك التيار البنديري المتطرف ، وتواصلت عبر الثورات البرتقالية في عهد الرئيس الأوكراني الأسبق ليونيد كوجما عام 2007 ، و من خلال انقلاب " كييف " غير الشرعي بالنسبة لموسكو عام 2014 ، و التطاول على اقليم " الدونباس " ، و التسبب في مقتل و تشريد أكثر من 14 الفا من الأوكران و الروس ، في جريمة حرب كان من الصعب على قصر " الكرملين " الرئاسي تحمله ، الى جانب محاولة " كييف انتاج أكثر من قنبلة نووية ، و تفجير جسر القرم أكثر من مرة ، و كذلك خط الغاز " نورد ستريم 2 " ، و ملاحقة و قتل مراسلين صحفيين روس ، و التحرش بالمدن و البلدات الروسية الحدودية ، و توجيه الطائرات الأوكرانية المسيرة – المصنعة في بلاد الغرب للتطاول على العمق الروسي المدني و العسكري ، وهو الذي تصدت له موسكو بقرار جماعي صدر عن قصر " الكرملين " الرئاسي بصفة جماعية و دفع باتجاه تحريك العملية العسكرية الروسية الخاصة تاريخ 24 شباط 2022 تجاه الدونباس وتحريره ، بينما حرر الروس في وقت سابق اقليم ( القرم ) ، وفي الحالتين لجأ الروس لصناديق الإقتراع أولا و للحماية العسكرية ثانيا ، ولم يكن هدف العملية الإحتلال أو العدوان ، أو التسبب في أذى الاوكران الذين يعتبرونهم اخوة وجيران ، بينما هدف العملية العسكرية الروسية الخاصة و بعد الإرتكاز على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 الدفاع عن سيادة روسيا عبر العودة بأوكرانيا للحق التاريخي منذ عهدي فلاديمير لينين و نيكيتا خرتشوف ، و تركت العاصمة " كييف" تحت علامة استفهام كبيرة .
لقد أصبح الوقت متأخرا بالنسبة للعاصمة " كييف " لكي تتخذ قرار انهاء الحرب و الذهاب للسلام مع موسكو ، لكن الساعات الأخيرة للحرب يمكن أن تضفي لسلام الأمر الواقع ، بمعنى القبول بدولة غرب أوكرانية و بالعاصمة " كييف" من دون القرم و الدونباس ، و المراهنة الى الأمام على الانتخابات الرئاسية الأوكرانية و الأمريكية ، و اقتناع الغرب بأن الحرب انتهت ، و اقتناع غرب أوكرانيا بذلك أيضا .
والمعروف أيضا في المقابل بأن الأزمات الدولية لا تعالج بترحيل السلاح و المال كما فعل الغرب الأمريكي و بحجم تجاوز ال 200 مليار دولار ، ولكن عبر القانون الدولي ومؤسساته الدولية مثل (الأمم المتحدة ، و مجلس الأمن ، و المحكمة الدولية ) ، وهي المؤسسات التي لوحظ اختراقها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية كما محكمة الجنايات الكبرى و حقوق الإنسان ، و المرجح أن يتم محاكمة دول الغرب الأمريكي مجتمعة على توريد السلاح و المال الأسود ( لكييف ) بعد تشكل لجان تقصي حقائق محايدة و موضوعية و هادفة لتبيان حقيقة من بدأ الحرب فعلا ، أو تبقى بوابة الحرب و السلام مواربة لا تضفي لنتيجة؟!..