قال لي: عليك بـ» الشانكاكا».. بهتُ للحظة من اللفظة المليئة بالموسيقى والتي لم أفهمها ولم أسمع بها ولا أعرف لها استعمالًا.. وقبل أن استوضح منه وحتى لا يظنّ بأنني جاهل؛ أخذتُ لفّة سَرَحان سريعة مع نفسي: الشانكاكا.. الشانكاكا.. وين مارقة عليك يا ولد؟ الشانكاكا.. الشانكاكا.. ليست من الفواكه؛ ولا من الوجبات السريعة؛ ولا أسلوب حياة وطريقة عيش..! معقول يوجد بالدنيا شانكاكا وأنا مش عارف..؟!
اعترفتُ بيني وبين نفسي بهزيمتي؛ واستجمعتُ بقايا مثقف خجول بداخلي وسألته بصوتٍ شاحب: وفكرك الشانكاكا تحلّ مشكلتي؟ أجابني بسرعة سيارة «مهورة» من أعلى جبل: غريب بتسأل هيك سؤال.. وأنت تعلم أن «جفري داميس» قال عنها ما قاله «مالك» عن الخمر عندنا؛ وأن «آنيل كومارات» تعشقه الهند لأجلها؛ وأن «لاميتانا شردخوف» لم تحقق ما أرادته إلّا بالشانكاكا..!
أُسقط في يدي؛ آآآخ لو بقيت الأمور على الشانكاكا..! من جفري داميس هذا؟ وأنيل كومارات خش على الخطّ؟ ولم يكتفِ بـ لاميتانا وكمان شردخوف؟! دارت بي الدنيا..
قلتُ له باستسلام مستفزّ: يا عمي أنا جاهل .. احكيلي ما هي الشانكاكا..؟ ضحك ببطء شديد وقال بثقة الرابح مليون دينار: الشانكاكا يا عزيزي تجعلك تنتقل من حال إلى حال؛ تعطيك «بَوَر»؛ تزيل عنك غمائم وتكسح لك مطبّات..!
- يا زلمة ماشي؛ فهمنا انها تعمل هيك.. بس شو هي؟ الشانكاكا رواية؟ وإلّا قنبلة؟ وإلّا سيارة تمشي بالبصاق بدل البنزين والكهرباء؟ وإلّا ساندويشة سحريّة تجعلك بعد أول قضمة تنتقل خمسين سنة لقدّام..؟ سؤالي محدّد: ما هي الشانكاكا؟
- آه؛ فهمت عليك.. بسيطة.. هي التي إذا دخلت عقول الجاهلين تساعدهم على الفرح بجهلهم.. وإن تعامل معها الاقتصاديون تصبح لغة الأرقام أفلاما محروقة ولكنها صالحة للمشاهدة والتصفيق.....!
- حيلك حيلك.. يا زلمة ورجيني إياها؟ بدّي أشوفها.. بدّي أتصوّر معها.. بدي ألمسها..
- ههههههههههههه وكمان ههههههههههههههه..! يا سيدي أنا أبيع الوهم.. لا شانكاكا ولا جفري ولا كومارات ولا لاميتانا.. لكنّ كل هذه التركيبة أنتم صنّاعها.. تستجلبون الوهم وتصدقونه وتبنون عليه وتتحاربون على من له صلاحيات استعماله أكثر من الآخر..!
- الآن فهمت.. نحن شانكاكيّون رغم أن لا وجود للشانكاكا.. !!
الدستور
الرد على تعليق