نتائج التوجيهي .. والجندر وأشياء أخرى
بلال حسن التل
22-08-2023 01:10 AM
تقودنا قراءة نتائج امتحان «التوجيهي» لهذا العام إلى مجموعة من المؤشرات المهمة. أولها أن نسبة النجاح وارتفاع معدلات الناجحين خاصة الأوائل منهم، نسفت كل المزاعم التي أثيرت حول صعوبة الامتحانات، وأن اسئلتها كانت من خارج المناهج، وأكدت أن الأمر أمر استعداد، وتفاوت قدرات ومستويات فردية، وهذه مهمة الامتحان الحقيقي، أن ينصف من يستعد له، فيكون أهلا لاجتيازه، وفق قدراته وإمكانياته. وهي حقيقة تنسف كل ادعاءات ومزاعم تجار الدروس الخصوصية ومنصاتها، التي حاولت التغطية على قصورها وتقصيرها بإثارة اللغط والشبهات حول أسئلة?الامتحان ومجرياته.
ومما يؤكد هذه الحقيقة نسبة المتفوقين العالية من طلبة المدارس الحكومية، بما فيها مدارس المناطق الاقل حظا، وفق التصنيفات الدارجة، مما يدعونا إلى تجديد الدعوة إلى تحرير التعليم في بلدنا من سطوة التجار.
القراءة الثانية لنتائج «التوجيهي» تقول: ان التماسك الأسري يلعب دورا مركزيا في تفوق أبناء هذه الأسر، كما بدا واضحا من نتائج المتفوقين في امتحانات «التوجيهي»، مما يدعونا أيضا إلى تجديد الدعوة أيضا إلى حماية أسرنا، من دعوات منظمات التمويل الأجنبي للجندرة والصراع بين الرجل والمرأة، ولتدخل أجهزة الشرطة بين الاباء والأبناء.
القراءة الثالثة لنتائج «التوجيهي» تؤكد ما ذهبنا إليه في القراءة الثانية، فمعظم المتفوقين في هذا الامتحان، وكما ظهر على شاشات القنوات التلفزيونية، وغيرها من وسائل الإعلام والتواصل، ومنها حلقة برنامج يوم جديد على شاشة التلفزيون الأردني، فقد ظهر أن معظم المتفوقين هم ابناء أسر متدينة، ظهر ذلك في المظهر، وفي مفردات أحاديثهم التلقائية مع وسائل الإعلام، وفي لهجة الحمد لله وشكره على فضله، بعد الأخذ بمبدأ (اعقل وتوكل)، كما عبر عنها أكثر من متفوق ومتفوقة.
هي حقيقة تؤكد أن الخير مازال في قلوب أبناء شعبنا، ذكورا واناثا، وأن الغزو الثقافي ما زال على الهامش، مما يفرض علينا أن نسعى إلى المزيد من تحصين أبنائنا ضد مفاعيل الغزو الثقافي.
القراءة الرابعة لنتائج «التوجيهي»، أكدت أن حضور المرأة الأردنية الملتزمة بدينها وقيم مجتمعها الأصيلة قادرة على المنافسة والحضور، والتفوق بصرف النظر عن سنها وكونها أما أو جدة انطلاقا من قناعاتها، التي لم تلوثها وندوات فنادق الخمس نجوم، الممولة أجنبيا.
الرأي