ضبط إيقاع المؤسسات على مؤشر خدمة المواطن
علي السنيد
21-08-2023 02:46 PM
قادتني قضايا الناس، ومطالبهم الى مكاتب رسمية كثيرة، وتواصلت مع الكثيرين في مختلف المواقع الرسمية، وقد رأيت بنفسي بعض فصول معاناة الناس على ابسط متطلبات الخدمة العامة.
وانا لا اعمم فهنالك من المسؤولين من يبرون بقسمهم الدستوري في مختلف المواقع العامة، وهم بعيدون عن الشبهات، والاهواء الشخصية.
الا ان الواقع يبقى مريرا فكل القضايا في دوائرنا تحتاج الى المتابعة، ولا يتلقى المواطن الرد مباشرة فيلجأ الى من يمكن ان يساعده في تحريك قضيته العالقة.
وبذلك صرنا نحتاج الى التوسط في دوائرنا، ومؤسساتنا الرسمية التي هي دستوريا في موقع خدمة الأردنيين، ورعاية مصالحهم.
وعندما تتابع القضايا العالقة تكتشف معضلة بعض المؤسسات التي لم تتطور في أدائها.
وفي مكاتب عمومية يكاد يكون اهون على الأردنيين لو التقوا بالكمبيوترات والكراسي، والطاولات من معاملة بعض الموظفين الفوقية، ناهيك عن التسويف، وعدم وجود أسس تنتظم عمل المؤسسات، والخدمات المنبثقة عنها.
وتجد ان بعض الأمناء العامين، والمدراء في حالة اجتماع دائم على مدار العام ، وهو غير متاح حتى على الهاتف، وبعضهم لا يملك الرغبة في التعامل مع المجتمع، ومحاورة الناس.
وهذا الواقع يشد اعصابي منذ سنوات، خاصة، وانا تردني يوميا القضايا بالعشرات من أصحاب الهموم، والحاجات، ولا اجد مناصاً من ان اطرق أبواب المسؤولين، او اتصل بهم هاتفيا، واحيانا اضطر لان اترجى من اجل الغلابى، والمعوزين.
وقد لقيت في بعض هذه المكاتب الأذى، وتعرضت أحيانا الى الاحراج على إثر لقاءات غير لائقة، وظلت في النفس غصة فبدلاً من تسهيل مهمة من يعملون على التقليل من دائرة الشكوى، والاحتقان في المجتمع يكون الرد بوضعهم في مواقف محرجة احيانا، وافشال دورهم.
والأردني كما اظن لا يتطلع الى مسؤول بلون سياسي معين، ولا يطلب يساراً او يميناً في السياسة بقدر ما يتوق للمسؤول صاحب الحس الإنساني الذي يبادل الناس الود، ويحرص على مصالحهم، ويخدمهم بأمانة، ومن يرق، ويستمع لشكواهم، ويحقق مطالبهم العادلة، ويشعرهم ان وطنهم مبعث على الكرامة، والفخر، والاعتزاز.
والأردنيون ينشدون المسؤول الانسان الذي يتفهم اوجاعهم، وقسوة ظروفهم، ويسعى لتكريس العدالة في حياتهم.
وتستطيع الحكومات ان تضبط إيقاع هذه المؤسسات العامة على مؤشر خدمة المواطن ذلك اذا ما تحرك الوزراء من مكاتبهم، وراقبوا سير العمل الطبيعي في مديرياتهم، ويمكنهم ان يخرجوا بلا ترتيبات مسبقة، ويفاجئوا الميدان، ويطلعوا على كل ما يتعب الناس عند تلقيهم الخدمة العامة.