صحيح اننا مطالبون بأن نكون متفائلين لكن الواقع جداره سميك ويحجب عنا صورة التفاؤل . يسير العالم بإيقاع سريع لا تكاد تسمع رؤوس الأقلام عما يجري ناهيك بتحليل وفهم ما يقع !! .
فيضانات وحرائق وسيول وفيضانات واضطرابات . امراض وأوبئة، تجارة الجشع والطمع والغش ، انحطاط الأخلاق والسلوك وفظاظة وتنمر وتحد و مكابرة وعناد وتمرد . مادية ومديونيات وفساد وانهيارات اقتصادية واجتماعية . هجوم واضح على الوحدة الاجتماعية الأولى وهذا الهجوم لم يعد بيد أفراد هنا وهناك بل يكاد يتحول إلى تشريعات وقد تحول بالفعل في بعض البلدان ومثال ذلك هدم الأسرة بالدعوة إلى المثلية وما فلم باربي ببعيد . عالم الحروب الأكثر حرارة في أوكرانيا ويتطور ولا أحد يدري أن يصل المتحاربون بوصول اف ١٦ والنشاط الملحوظ المسيرات فوق موسكو ، وتحذيرات بوتين من امكان استخدام النووي . ونشاط عسكري في تايوان والاحتكاك الروسي الامريكي وتنمر كوريا الشمالية وتمديد إيران في بلاد يعرب ، ودماء في النيجر والسودان والتي صارت عبارة " كله في حبك يهون " على لسان جنرالات الطمع بالكرسي الغارق بالدماء . والطائفية تطوف في بلدان ليكون الدين والمتدينون أدوات في هذا الصراع ذي الأبعاد السياسية . وإدارات ضعيفة أو لا تملأ العين حيث فقد الثقة الشعبية تجاه الإدارات التي تكابر و لا تملك الشجاعة لتقول انها غير قادرة وكل ما تقدر عليه هو التأكيد أنه ليس بالإمكان أفضل مما هو موجود !! وضرورة الرضا بالمتعوس حتى لا يأتي الأتعس !! . وأصحاب الشعارات ومع افتراضي صدقهم يعيشون كربلائيات ولطميات وارتحال باتجاه الماضي وما يتطلب ذلك من خطاب عاطفي لا يسمن ولا يغني .
المشكلة ليست في وجود كل ما سبق بل بعدم وجود من يملك رؤية التحرك للأمام ليعيد لنا بصيص الأمل والتفاؤل .