facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




العقل وليس النقل هو قطار الاسلام


د. عادل يعقوب الشمايله
20-08-2023 05:05 PM

"وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا" الاسراء ٣٦.

هذه آية العقل في القرآن. هذه هي decision making rule اي آلية اتخاذ القرارات من قبل رجل الدولة والقائد العسكري والباحث الاكاديمي ورب الاسرة ومجلس ادارة الشركات وكل مُتخذ قرارات.

التثبت والتأكد بالحصول على المعلومات اولا ثم تحليلها وتقييمها ووزنها واختيار البديل الافضل من بين البدائل المتاحة والممكنة يجب أن يسبق اتخاذ القرار والتنفيذ.

"لا تقف" أي لا تتبع، لا تصدق، لا تُسَلِمْ وبالتالي لا تقم بأي عمل الا بعد التثبت.

وسائل التثبت حسب الآية القرآنية هي اولا: السمع، ثانيا الابصار والمشاهدة. ولكن السمع والابصار مقيدان بالعقل. لأن كلمة فؤاد في القرآن تعني العقل.

باختصار: عليك أن تقيس قبل ما تغيص. اي ابحث واجمع المعلومات إما بالاستفسار من الناس واهل الخبرة والاختصاص والعلم، وإما أو بالاضافة، الى التأكد بالمشاهدة، أي الوقوف على واقع الحال. أي لا تركن للاستفسار واراء الناس اذا كان بإمكانك ان تتأكد وترى بعينك.

السمع والبصر هما وسيلتان من وسائل جمع المعلومات ولكنهما ليستا مخولتان بتفسير المعلومات واستخلاص النتائج واتخاذ القرارات.

اذا القرآن يعلمنا بأن التفسير والتحليل critical thinking هي وظيفة العقل بلا منازع ولا منافس.

ويعلمنا القرآن ان السمع والبصر والعقل عرضة للمساءلة وللمحاسبة. أي لا يكفي ان تقول سمعت او رأيت او هيك فكرت.

السماع العَرضي او المشاهدة الزائغة أي التي لا تدقق يعطيان معلومات غير دقيقة ومضللة مما قد يؤدي الى اسوأ النتائج. ولذلك يقع على العقل مسؤولية تقييم ووزن ما يصله من معلومات عن طريق السمع والبصر.

لقد حذرت زرقاء اليمامة قومها من الغزاة الذين رأتهم ببصرها الحاد. الا أن قومها لم يشاهدوا ما شاهدت بنفس الدقة، ولم يقبلوا بتقييمها لدرجة المخاطر، وقيموا هم بأنفسهم بناء على المعلومات القاصرة التي قدمتها اعينهم.

هذا ما وقع فيه جمال عبدالناصر في حرب ١٩٦٧ اذ لم يصدق التحذيرات التي وصلته ومن ضمنها التحذيرات الاستخبارية الاردنية. ولم يقيمها التقييم العقلاني الصحيح.

وهذا ما وقعت به اسرائيل ايضاً في حرب ١٩٧٣. ووقعت به امريكا قبيل تفجيرات نيويورك.

وظيفة الجواسيس ودوائر المخابرات والاستخبارات وقوات الرصد على الحدود واقسام الرصد الاعلامي في اجهزة الاعلام الرسمي ومراكز البحث والثنك تانكز. جميعها تتركز اساسا على السمع والنظر، أما التحليل واتخاذ القرارات فهي مسؤولية الادارة والقيادة اي العقل المركزي. وقد اصبحت هذه الالية متبعة في الشركات الكبرى ومراكز الابحاث والتطوير.

اخيرا، هذا هو موقف القرآن. هذا امر الله. ولأن الامة اهملت، أو لم تفهم امر الله، أو لأن جماعة العلم النقلي الذين حاربوا الله بحربهم للعقل وتسليمهم المطلق للاقوال غير المثبتة وغير القابلة للاثبات فقد وصلت الى ما هي عليه من هوان وتخلف وجهل وتبعية وانعدام الامن والاستقرار.

نص هذا الآية نقطة مركزية في القرآن وفي الاسلام وهي ملزمة وهي ضمانة السير على الطريق المستقيم المؤدي وحده للجنة في الاخرة والتقدم والتفوق والامن في الدنيا. والاسلام لا شئ سوى الصراط المستقيم.

هذه الاية تؤكدها آية أُخرى: "يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌۢ بِمَا نَسُواْ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ". سورة ص آيه ٢٦.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :