كيف أختار لإبني تخصّصاً جامعيّاً
نور الدين نديم
20-08-2023 04:57 PM
البيت الذي فيه توجيهي، يشوبه التوتر والارتباك، وتبقى حالة الطوارئ فيه معلنة، حتى ثبوت تجاوز المتقدم أو المتقدمة للاختبار فيه الحد الأدنى الذي يمكنه أو يمكنها من دخول الجامعة، ويتعدى الأمر في بعض البيوت إلى تجاوز عتبة القبول للتخصص المطلوب.
لكن الأغلبيّة ممن وقفوا على الأعراف من الطلبة فحصلوا على معدّل محيَر، وبالأخص ذوي الدخل المحدود، يدخلون في دوامة تعبئة طلب القبول الموحد واختيار التخصص الأنسب للمعدّل، والأكثر فرصاً للحصول على وظيفة..
لمساعدة الأهل والطلبة في اختيار التخصص، قامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن بإنشاء موقع متكامل يحتوي على العديد من الأقسام والمعلومات والاحصائيات، يتولّى توعية الطلبة وتزويدهم بالمعلومات اللازمة حول التخصصات المتوفرة، وتفصيل حالتها إن كانت مشبعة أو راكدة أو مطلوبة، وإرشادهم إلى التخصصات المطلوبة في السوق حاليّاً وفي المرحلة القادمة في السوق المحلي والإقليمي.
وقد احتوى الموقع أيضاً على معلومات تفصيليّة حول أعداد الطلبة المسجلين في الجامعات، وطاقة كل جامعة الاستيعابية، وإحصائيات وأرقام حول طلبات التوظيف في ديوان الخدمة المدنيّة..
أصبح جل تفكير الأهل قبل الطالب منصب على ما بعد التخرج من الجامعة، وعلى توفر فرص العمل، لذا يتعايشون مع واقع المعدّل الذي حصل عليه ابنهم، ويجتهدون في اختيار تخصص جامعي مطلوب في المستقبل.
ليبقى سؤال المرحلة الأكثر رواجاً هو: ما أكثر التخصصات المطلوبة في المستقبل؟
هذا السؤال تجيب عليه وحدة تنسيق القبول الموحد التي نشرت على موقعها الإلكتروني قوائم بالتخصصات المطلوبة في سوق العمل، وأعلنت أن طلبات القبول الموحد لطلبة البكالوريوس تبدأ اعتباراً من بوم الإثنين 21/8/2023 حيث سيتم طرح 523 تخصصاً للقبول الموحد، تتضمن ستة تخصصات مستحدثة.
أما ما يهمنا طرحه هو كيف نبرمج تنفيذيّاً عملية توجيه أبنائنا ونستكشف قدراتهم وننميها ونزرع فيهم الفكر الانتاجي ونعززه.
يجب أن يدرك الأهل أن الفكر الانتاجي هو النقلة النوعية في حياة أبنائنا، وليس التخصص، أو الوظيفة، فالفكر الانتاجي والتمكّن منه، يرفع من معدل الإنجاز، ويزيد من مساحة فرص العمل، وإمكانيّة التطوّر.
ويجب أن يدرك صاحب القرار أن تعزيز الانتاجية، واستثمار قدرات الشباب في صناعة التنمية، لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال وجود استراتيجية واضحة، وخطة تنفيذية واضحة المراحل وتكاملية الجهد، وشراكة حقيقية مع القطاع الخاص.
فمستقبل أبنائنا لا يرتبط بتحصيله الأكاديمي، وتخصصه الجامعي فقط، وإنما يعتمد على مستوى البناء الفكري، والثقافة والوعي المجتمعي، وما يتم توفيره لهم من بنية تحتية، وما نتيحه لهم من خبرة فنيّة وتقنيّة، وما نسخره من موارد لتحقيق ذلك.