تضمّنت المدونة التي نشرها البنك الدولي معلومات إحصائية عن التدخين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وتعني المنطقة العربية ما يهمنا في المدوّنة ما يتعلق بالأردن بشكل عام وبالطلبة بشكل خاص، وهو موضوعنا.
من أبرز ما جاء في المدوّنة:
-سجّل الأردن نسبة عالية، إنْ لم تكن الأعلى في المنطقة المذكورة، في التدخين، فثمة (41%) من السكان هم من المدخنين.
-أشدّ الناس فقراً (في الأردن طبعاً) هم من المدخنين.
أما المعلومة الأشدّ خطورة، فقد بلغت نسبة الطلبة للفئة العمرية (13-15) أي طلبة (الصفوف الثامن وحتى العاشر) بلغت (24%)، أي ما يقارب ربع الطلبة في تلك الصفوف.
مرّت هذه المعلومة دون أن يعترضها أحد فقد تابعت مختلف الوسائل الإعلامية بحثا عن أي متابعة أو إهتمام بهذه الظاهرة الخطيرة بين الطلبة، مؤسسياً أو إعلامياً، وكان المعلومة لم تُحدْثْ صدمة مجتمعية أو تربوية أو إجتماعية.
إن الأمر يتعلق بفئة من طلبتنا الذين نحرص على تنشئتهم وفق أهداف تربوية، إجتماعياً وثقافياً ونفسياً وصحياً، وهي الجوانب التربوية ذات العلاقة بتلك الظاهرة الخطيرة، ومن المتوقع أن ترتفع تلك النسبة، ففي غياب التوجيه والإرشاد التربوي والأسري، يتأثر الطلبة برفاقهم أكثر من أي جهة، مهما كان تأثيرها.
إن هذه الظاهرة بين الطلبة، وإبرازها في تلك المدوّنة الدولية، تتمثّل تحدياً للمجتمع بشكل عام، ولقطاع التربية، أفراداً ومؤسسات بشكل خاص.
ومن المتوقع أو المنتظر، أن تبرز مبادرات مجتمعية أو تربوية للتصدي لهذه الظاهرة بين الطلبة بمنهجية علمية تعتمد خطة مدروسة، وبرامج تثقيفية، مدرسية وأسرية وثقافية وإعلامية.
إنها دعوة إلى كل من يهمه الأمر، مؤسسات وأفراداً، للقطاعات المجتمعية الثلاثة العامة والخاصة والمجتمع المدني، ليؤخذ الأمر مأخذ الجدّ، فهناك فئة من الجيل تتعرض للخطر وتستحق الاهتمام.