أخترت هذا العنوان كي ادخل مباشرة في الموضوع.. اسدل الستار، وأعلنت نتائج امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لعام 2023 ومن واقع وبيانات ومعطيات ما ورد في المؤتمر الصحفي لإعلان هذه النتائج الذي عقد في مبنى الوزارة يوم الأربعاء الموافق 24/08/2023 واعلن خلاله مدير عام الامتحانات الدكتور محمد كنانة تفاصيل النتائج العامة للامتحان ، اضع بين يدي المسؤولين والمهتمين وأصحاب القرار في العملية التنموية والتربوية البيانات الخطيرة التالية:

1.بلع عدد المتقدمين لطلب الاشتراك في امتحان الثانوية العامة (189421) متقدماً، حضر منهم (172712) متقدما، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يحضر (16709) مشتركا لتقديم الامتحان؟!

2. بلغ عدد من حضر لتقديم الامتحان (172712) مشتركا، وبلغت نسبة النجاح (63.4%)، نجح منهم (109451)، والسؤال الاخر والمهم جدا جدا جدا، ماذا سيفعل الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح في الثانوية العامة من الذين تقدموا للاشتراك في امتحان الثانوية العامة والبالغ عددهم (79970) طالباً وطالبة؟!.

3. اذا اعتبرنا ان (20%) من الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح سوف يتقدمون لإعادة الامتحان والذين يبلغ عددهم (15994) طالباً وطالبة، فما هو مصير (63976) طالباً وطالبة؟! هل يوجد خطط وبرامج لتأهيلهم واستيعابهم ودمجهم في المجتمع؟!

4. اذا عرفنا ان عدد طلبات التوظيف التراكمي المخزنة في ديوان الخدمة المدنية بلغ (486) الف طلب، فماذ سيكون مصير هؤلاء الخارجين من الثانوية العامة بدون نجاح؟!

5. هل الناجحين في الثانوية العامة الـ (109451) جلهم سيلتحقون في الدراسة في الجامعات والكليات الجامعية المتوسطة، وما هو مصير الطلبة الذين لن يحصلوا على مقاعد دراسية في الجامعات وليس لهم منح او مكرمات او بعثات، وستقتصر دراستهم على نفقتهم الخاصة وحصولهم على مقاعد دراسية عن طريق التنافس عبر التقديم للقبول الموحد، وما هو مصير الطلبة الفقراء منهم في ظل ارتفاع نسبة الفقر الى (24%) حسب تصريحات الحكومة و(35%) حسب تقارير البنك الدولي والتي نشرتها الشهر الماضي.

6. نكرر السؤال ماذا سيفعل من لم يحالفهم النجاح في التوجيهي، هل لديكم اجابة ؟!

وبعد، أسئلة تدق ناقوس الخطر، فماذا سيفعل جهابذة الفكر والتنظير وراسمي السياسات والاستراتيجيات التنموية والفكرية والسياسية والاقتصادية ؟! نتائج الثانوية كشفت عن واقع خطير ومرير، بحاجة الى اكثر من قراءة وتحليل وتوقف بين ارقامها ومعطياتها، والتفكير بالمستقبل لهم، مبروك للذين حالفهم الحظ في النجاح، وهارد لك للذين لم يحالفهم النجاح.

اخر الكلام، الشكر موصول لوزارة التربية والتعليم بشكل عام ومديرية الامتحانات على جهدها المبذول والموصول في إدارة الامتحان والتحضير له وإعداده وإخراجه بالصورة المشرقة التي تابعناها.

* أكاديمي متخصص في علم الاجتماع