facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ابني يهوى العيش في اليابان !


د.محمد البدور
19-08-2023 05:26 PM

منذ فترة زمنية وابني الطالب فيصل يحدثني عن اليابان وكيف يتعلم فيها طلبة المدارس التفكير وان في مدارسهم خطة اعداد المفكر الصغير وبالامس قال لي احلم بالسفر الى اليابان بعد تخرجي من الجامعه لاعيش هناك !

شدني السؤال وسألته ماذا تعرف عن اليابان ومن اين عرفت كل ذلك ؟

بدا يسرد لي المعلومات عن اليابانيين وكيف يعيشوا وحسب ماسمعت منه تذكرت صفات المدينة الفاضله لجمهورية افلاطون المثاليه وان هذا سبب اعجاب ابني ومنذ صغره بحضارة ورقي الشعب الياباني ومن كثر ما تحدث عنهم كدت ان اقول انهم شعب من الفضاء لم تتلوث مجتمعاتهم بمفاسد الحياة او انهم امة الكترونية مبرمجة على الفضيلة والمواطنة الصالحه

حاولت ان احكي له عن عمان والاوطان وما صنعه الاباء والاجداد عبر الزمان واننا من خيرة الامم التي اخرجت للناس كما نقول في كل كتاباتنا الاعلامية وكما نستشهد كلما الهبت في نفوسنا الحميه ولكن شعرت ان حجتي غير كافية لاثنيه

عن حب اليابان وجمال الانسان فيها كما واحسست ان ثقافتي امام قناعاته انما ثقافة الحراث الذي بالفعل اشتم ريح الارض التي شممتها وانا احرث ارضي في صمد واحفر بفأسي لازرع الشجر وان ولدي لم تعبق انفه ذاك الريح الزكي الذي تنفسته من تراب قريتي وخالني الشعور ان ابني مواطن في اليابان ومغترب في عمان

الحقيقة ان مثل ابني كثيرون

وكثيرات اصبحوا يعيشون في غربة داخل اوطانهم وفي فضاء هواتفهم واسواق الانترنت خارج حدود بلادهم

وانهم اليوم ابناء ثقافة النت وتكنولوجيا المعلومات واننا ونحن جيل الاباء والاجداد اصبحنا كأننا مهرجي قصص وروايات تكاد ان تكون بالنسبة لهم خرافات او كما كانت تروي لنا جدتي حكاية الشاطر حسن عندما كنا صغار

يساورني سؤال ماذا عن التربية والثقافة الوطنية المواطنة عند الاجيال القادمة واخشى ان تفقد اجيالنا المتجدده ثقافتها واهتمامها بتاريخها المجيد وان تحل انجازات الحياة اليوم ومظاهرها ومغرياتها

بدل اهتمامهم بمفاخرنا ومغازلنا وتتبدل مفاهيم المواطنة الى كيف اعيش واين اعيش لطالما اجيالنا تطير في فضاء الاحلام التي قد تكون تحققت عند غيرنا ونحتاج عقود من الزمان لتتحقق عندنا واخشى على اجيالنا ان تصبح المفاضلة للمكان اي كان وليس للاوطان كما آمنا نحن الجيل الذي اوشك ان يصبح قديما بالنسبة لاجيال هذا الزمان

قلت لابني لاتراب بعد الجنة اغلى من تراب هذا البلد وان اهل صمد افضل من شعب طوكيو ياولد وان عمان اجمل من اليابان فهل
اقتنع ياترى ؟

الحقيقة ان في مثل هذه القصة مؤشر خطير على ان اجيالنا تعيش في وحدة مع نفسها وفي غربة فكرية داخل اوطانها ٠

ماذا يعني ذلك في المستقبل

لطالما تفكير الاجيال يتغير ويتبدل ويتماشى مع متغيرات المعلوماتية التي تطالع اجيالنا كل يوم بما هو جديد ؟

اخاف ان خطابتنا الاعلامية والتوعوية وحتى السياسية والوطنية بدأت تتآكل وتفقد اثرها لطالما ان فضاء الحياة وخيال المعلوماتية قد اخذ باجيالنا ليحلق بها الى فضاءات خارج الوطن او ان خيمنا وبوادينا وقرانا ومدننا قد اصبحت مجرد مساكن لاتهمهم حدودها او حتى قيمتها ٠

اخشى على المواطنة ان يصبح لها مفهوم آخر لايرتبط بالاوطان وعمان بقدر مايصبح ولاء نفسي وانتماء روحي عند شبابنا لليابان !





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :