لا شك أن للاختيار المهني أثر بعيد في شخصية الفرد في حياته الحاضرة والمقبلة. فهـوقرار مصيري حاسم يحدد مستقبلة ويرسم له معالم النجاح أو الفشل. فالاختيار الصحيح يحيل الشباب إلى طاقات خلاقة ومنتجة. كما يحقق الاختيـار المهنـي كثـير مـن المنـافع النفسية والاقتصادية والاجتماعية . فمن الناحية النفسية يشعر الفرد بالرضا عن نفسة وعن اختيارة ومن الناحية الاقتصادية فإن اختيار الفرد للمهنة المناسبة لـه يـؤدي إلى زيادة كفايته واحتمال ترقيته وزيادة أجره وارتفاع مستواه ومن الناحية الاجتماعية يشعر الفرد بالرضا وقبول مهنته و الاستمرار بها وكـذلك الى عـدم اضـطراره إلى تغيـير عملة. وأن الاختيار الخاطئ قد يؤدي إلى سوء توافق الفـرد مع نفسه ومع
المجتمع.
الطالب الذي أنهى المرحلة الثانوية العامة “التوجيهي” لديه القدره الكافية على الاختيار، كما ويستطيع أن يكون لنفسه صورة ذهنية عن الجامعة، الكليات، والتخصص الذي يرغب فيه وعن عالم المهن من حوله، ويسعى جاهدا لتطبيقها في الحياة الواقعية.
إن عملية اختيار التخصص الأكاديمي، يجب أن تكون مبنية على أمور عدة منها؛ أن يدرك الفرد ما هو التخصص المناسب له من حيث القدرات والميول والرغبات وسوق العمل والبيئة والجنس.
وعلى سبيل المثال، إن حصل طالب على معدل 85 % في الفرع العلمي، وهو يرغب بدراسة المحاسبة ويشعر برغبة ملحة وكبيرة في هذا التخصص، لكن رغبة الأهل في تخصص آخر كالتحاليل الطبية، فإنه هنا سينجح ويبدع في المحاسبة، لأن اختيارها ناجم عن رغبة وميول وقدرة أكثر من التحاليل الطبية التي لا يرغب بها.
فعلى الأهل التماشي مع رغبة ابنهم أولا، لأنه بخياره سيحقق ذاته، وسينجح ثانيا.
فعلى طالب التوجيهي الذي يؤد الالتحاق بالجامعة مراعاة الأمور الآتية لكي يحقق ذاته:
– اختيار التخصص الجامعي بما يتناسب مع قدراته وميوله وصفاته الشخصية.
– أن كل تخصص له مهن محددة يمكن للفرد العمل بها في سوق العمل، ويجب أن يعلم ذلك مسبقا لكي لا يتفاجأ الفرد مع سوق العمل.
– الفروق الفردية: على الطالب أن يعي قدراته وذكاءه، وهل هو مؤهل لهذا التخصص أم لا، وتتراوح القدرات باختلاف بين الأفراد، فالبعض لديه قدرات عقلية عالية ويختار الكليات العملية ويعلم أنه يجتاز تلك المرحلة بسلام.
– يتحدد التخصص بالمهنة التي تليه وبالظروف الاقتصادية، الاجتماعية، البيئية، وحياته الشخصية، والفرص المتاحة له.
– يتأهل الأفراد بحكم معدلاتهم وبحكم الظروف لاختيار تخصص محدد.
فعلى الطلبة أولا أختيار تخصص يرغبون به لان تخصصك هو عملك ومستقبلك ومصدر دخلك وتطورك ونجاحك وأستمرارك في مهنتك،وعلى الأهل مراعاة ذلك.
* الاخصائية النفسية والتربوية