إذا صدق حدس وكالة الأنباء الفرنسية-فرانس برس-حول رحيل رئيس الحكومة في آذار المُقبل,فإن الأردنيين في ذلك الشهر المُتهم بالثلجات الكبار-إن بقي ثمة ثلج يلوح في جعبة هذا القحط الذي ابتلينا به,والحمد لله-,فإنهم أي الأردنيون سوف يستنكفون خلال آذار عن تشغيل مدافىء الديزل,والكاز,والحطب,وعجم الزيتون لأن الدفئ الذي سيبعثه نبأ غياب الرئيس عن الدوار الرابع سيفوق كثيراً درجة الدفئ الذي تبعثه وسائل تدفئة الفقراء آنفة الذكر!.
بالمقابل فإن ثمة من سيزيدون من عيار التدفئة المركزية,والكهربائية لشدة البرد الذي سيعتريهم آناء ليالي آذار المُثلجة خاصة إن لم يعد رئيسهم رئيساً,وأقصد بهم أفراد الطبقة الذين تفصلنا عنهم مصاعد لا يمكن لأحد منا أن يستقلها كي يشتمّ نسائم الطبقات العليا بعيداً عن زحام الفاقة,والحاجة!.
بصراحة,صرت أتعاطف مع الرئيس,فهو بلا شك يحرص على تخليصنا من المديونية,والفقر,والبطالة,وهو بلا شك يحمل برنامجاً قاسياً للتغلب على كل ما سبق لكن المشكلة تكمن في"نحن"!,فعلينانحن القبول بالجوع,واستبدال السجائر المفلترة بسجائر هيشي,وعلينا استبدال وسائل النقل الحديثة بالدواب,وعلينا أن نُقنن في استهلاكنا للكهرباء,أو استبدالها بقناديل الكاز ذات الفتلة,وعلينا استبدال السُكر بالتمر,والشاي بمنقوع قشور البصل,القائمة بالتأكيد ستطول إن أردت الإنصياع لقلمي.
مشكلة رئيس الحكومة أنه لم,ولن يدخل قلوب غالبية الشعب الأردني حتى لو قام بصرف راتب شهري يتعدى المئات لكافة العاطلين عن العمل في سابقة لم يحدث مثلها من قبل!,
فهل يدري دولته لماذا؟.
بكل بساطة فإن الرئيس لا يدري أنه عندما قدّم شخصه الكريم لعامة الشعب أشعرهم ومنذ اليوم الأول أن دولته والكثير من معاليهم لا يقرأون أحلامنا,ويجهلون ارتباطنا بوطن أكبر من الكرة الأرضية اسمه الأردن,كما يجهلون الخريطة التي تضطجع على رقعتها قرى,وبوادي إن جاعت فإن لا أحد من ساكنيها يقول "آخ"!
فبالله عليكم لماذا أجبرتمونا على قولها!.
جهاد جبارة
jihadjbara@yahoo.com