حقيقة أصحاب المعالي .. وزير يقول ووزير يفعل
حاتم القرعان
15-08-2023 05:02 PM
بعيداً عن الألقاب، والمناصب، في مساءٍ وطني بإمتياز، بين قهوته والدّلال الأصيلة، تُغرينا الوجوه الصّادقة، وهدوء المكان، نفرح من دواخلنا على إنجاز مشروع حكومي أو خاص، نؤمن بفكرة أن الوطن لا ينقسم جرّاء المواقف والإتجاهات، نسعد إذا ما تولاه الرّجال الصّادقين ونحزن إذا ما عبث بهِ الفاسدين، وتغرينا سنابل القمح والنّشيد، ونعبّر عن كتاباتنا ونظهر مواقف المُخلصين، ونردّد الوطن أغنية، ترفض المُتسلّقين العابثين.
أصحاب المعالي، لقب له دلالته والمعاني، وإدارة للشؤون المختصّة، وتفعيل للأدوار، وبناء الخطط والمشاريع، ولأنّ الحقيقة لا " تغطى " بغربال "، تجد أسماء الحكومات وطواقم وزاراتها حاضرة في مواقع الإنجاز أو الإخفاق، ولأنّ الوطن أكبر من المسمّيات والمواقع، نشير للحقيقة أينما حلّت، لأنّ من يبحث عن الوطن لا يظلّ الطّريق.
الكتابة عن وزارة ما، أو تسليط الضوء على قضيّة من اختصاصها، في ذلك سعياً لأخذ إنموذجاً للتكرار أو التّفادي، ولا علاقة لذلك باسم الوزير من يكون، فإنّنا نتحدّث عن مواقع التميّز أو الإخفاق، وعن ما يحتاجه الوطن أو يرفضه، وزيراً يقول ووزيراً يفعل.
بعض الوزراء تجده في ذاكرة الوطن ، وحاضراً مشروعه معه، وسبيلاً لإظهار الوجه الإيجابي للحكومة ، وآخر تهمّه المناصب والمكاسب ، إذا ما طرحت أمامه قضيّة حاسمة للوطن، جرّد مسؤوليته ووزارته ، ورمى ثِقل الإجابة على عاتق الحكومة، رغم اختصاصه بالأمر، وتجده ببعض المواقف التي تحتاج لنسب جهودها إنّه العرّاب ومن خطّط و" تمختر "، هؤلاء هم السّكين بخاصرة الوطن ، لا تسعفهم لقاءاتهم وأحاديثهم ، ويفتقد الشّارع الأردنيّ لتفاصيلهم بل يكتفي بلقب " أصحاب المعالي ".
إنما الوزير بمكانته داخل بيوت الأردنيين ، وما يعرفونه عنه من إخلاص وعطاء ، لا ببدلة على شاشة التّلفاز ذات مساء ، في الوطن لا فرق بين الكذب أو الخيانة!.
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين.