الذكرى الـ40 لميلاد الشهيد الطيار معاذ
لواء متقاعد محمد بني فارس
15-08-2023 04:17 PM
حبيبي وفلذة كبدي معاذ :
لو أَنَّ الله أَمدَّ بعمرك يا أبا هاشم لكنّا جميعاً هذا اليوم نحتفل معك بعيد ميلادك الأربعين … لكنّها مشيئة الله اقتضت أن تكون في ضيافة الرحمن فرِحاً بما آتاك الله من جنات النعيم بإذنه.
فرحنا كثيراً بمقدمك في السادس عشر من آب عام 1983 و استبشرنا كل الخير... ولم يكن يدر بخلدنا آنذاك أن هذا الطفل الباسم الجميل ستبكيه يوماً نساءَ الأردنِ الشريفات وهو في عُمرِ الورود... وأنه سَيُنعمُ علينا بأرفع وسامٍ يتمناه المرؤُ في الدنيا …..وِسامَ والد الشهيد ووالدةَ الشهيد وزوجةَ الشهيد وابن الشهيد وبنات الشهيد وإخوةَ الشهيد وأخوات الشهيد وأن هذا المولود سيكون شفيعاً لنا يوم القيامة بإذن الله
كَبُرتَ يا ولدي وتخرجتَ من الثانوية العامة ِفي عام 2001 وكان عليك أن تشّقَ طريقك إلى الحياه …..وكان لك ما كنت تحلمُ به دوماً ، وتختار مهنةَ الشجعان الأبطال وتكون نسراً أردنياً عَشِقَ سماءَ وطنهِ وترابهِ وناسه ...،وتُبدِعَ في مهنتك.. وتكون مدرباً محترفاً على أكثر من صنفٍ من الطائراتِ المقاتلةِ.
وتشاءُ حكمةُ المولى عز وجل أن يصطفيك إلى جوارهِ شهيداً بإذنهِ في الحادي والثلاثين من شهرِ أذارَ عام 2016 وأنتَ في ريعانِ الشباب حين خَذلكَ فَرسُكَ أثناءَ تأديتكَ للواجبِ المقدسِ حيثُ كنتَ تقومُ بتدريبِ زميلكَ النقيبَ الطيار أشرف طيفور على مهاراتِ القتالِ والذي لَحِقَ بِكَ بعدَ شهرٍ كامل .
فُجعنا بنبأ استشهادك وفُجعَ معنا كلَّ من عرفك وتألمنا وما زال الألمُ يعتصرُ الأفئدةَ على فِراقكَ ولكنّا راضون بقضاءِ اللهِ وقدرهِ ، ولا نقولُ إلا ما يرضي الله ... لا حول ولا قوة إلا بالله... وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ، والحمدُ لله على ما أعطى ، والحمدُ لله على ما أخذ .
واللهُ يعلمُ أنَّ الروحَ قد تَلِفت
من البِعاد ويومَ الوصلِ يحييها
نفسُ المحبينَ على الأسقامِ صابرةٌ
لعلَّ مسقمها يوماً يداويها
ما يعرفُ الشوق إلا من يكابدهُ
ولا الصبابةَ إلا من يعانيها
ولا ينامُ مستلذاً من به قلقٌ
والنارُ لا تحرقُ إلا رِجلَ واطيها
وعزاؤنا يا ولدي أنك بين يدي رحمن رحيم ...عَلِم سريرتك فاصطفاك لما نذرتَ لهُ نفسكَ وتمنيت ...خصّكَ بالشهادةِ.. ولا يختصُ بهذه المنزلة ِإلا من أحب ... عَلِمَ أنك كنتَ باراً بوالديك فكافئك ... وعَلِمَ أنك كنتَ مخلصاً بواجبكَ فأكرمك ، وعَلِمَ أنك كنتَ محبوباً من أقرانك فميزك عليهم بهذا الشرف.
غادرتنا يا ولدي وتركتَ لنا أروعَ ذكرى ... هاشم ، ورنيم ، وريانه ، وريتال... ..نَشِمُّ بهم رائحتكَ كلما اشتقنا إليك ... وما أكثر الشوق إليك يا أبا هاشم !!!!
طب مرقداً يا شقيق النفس ، فبنوك هم حباتُ العينِ ومهجة الفؤاد .
سلامٌ عليك وأنت الحيُّ فينا ، سلامٌ عليك يوم ملأتَ علينا الدنيا بمقدمكَ .. .وسلامٌ عليك يومَ اخترتَ أن تكونَ نسراً مُحلقاً في فضاءِ وطنك ...وسلامٌ عليك يومَ ارتوت رمالُ الصحراءِ بدمكَ المعطرِ بالمسك ، وسلامٌ عليك يومَ فاضت روحكَ الطاهرة ِإلى بارئها .
اللهم لك الحمدُ حتى ترضى ولك الحمدُ إذا رضيت ولك الحمدُ بعدَ الرضى.
اللهم ارحم معاذ وارحم زميلهُ في رحلةِ الموتِ ، الشهيد النقيب أشرف طيفور وارحم جميعَ شهداءِ الوطن وأسكنهم الفردوسَ الأعلى من الجنه.
واحفظ اللهم نسورنا وكلأهم بعنايتك.