أن التوجيهي مرحلة مهمة وحاسمة في مسار التعليم الأردني كما أنها تشكل عتبة في حياة الفرد التعليمية، فإما نجاح وتقدم في صعود جبال التعلم الأكاديمي وإما سقوط يلقي بعزيمة الفرد إلى الهاوية لأن النفس البشرية تتأثر بالفشل ويعود عليها بوقائع وخيمة لا يحمد عقباها.
إننا اليوم نتعايش مع تنفيذ مخرجات لجنة الإصلاح الملكية التي تطرقت لموضوع إصلاح التعليم وكما أشرت سابقا في مقالات سالفة إلى ضرورة إجراء إصلاحات في نظام التوجيهي والسير على شاكلة دول أخرى وتحول النظام من مرحلة حرجة مفصلية تهوي بالأجيال للفزع وغرس النفس الانهزامية في حال الرسوب، والأسر للهول والإنفاق العالي الذي يثقل كاهلها نتيجة التكاليف للدروس الخصوصية والمراكز، وإضافة أنه يزرع في العقول التعليم التلقيني والجمود والبعد عن الابتكار والبحث. وها هي اليوم تسعى المخرجات الإصلاحية إلى إيجاد نظام بديل للتوجيهي بزيادة المراحل المفصلية في حياة الفرد وبالتالي إفساح المجال له لاختيار المؤهل الذي يناسب قدراته سواء أكاديمي أو مهنيا مما يساهم في الارتقاء بالتعليم الأردني وريادته كنماذج الدول المتقدمة.
واليوم ونحن ننتظر نتائج التوجيهي حري بنا أن نؤكد على أن الرسوب ليس فشل وإنما هو ضوء يسلط على بعض التقصير للفرد الذي يتطلب منه تعويضه لاحقا، وكذلك علينا الاتزان بالفرح حتى لا يتحول إلى ترح ويحدث ما لا يحمد عقباه، والأهم من ذلك كله هو ننوه لجميع الطلبة الناجحين إلى ضرورة اختيار التخصص الذي يحقق المعايير التالية:
١- أن يناسب التخصص مهارات الفرد وشغفه واهتمامه، فلكل منا اهتماماته الخاصة.
٢- أن يكون التخصص مطلوبا وغير مشبع ويحتوي على شواغر يتسنى لمن يدرسه أن يجد شاغر في المستقبل، ولذلك لا بد من مراجعة النشرة الدورية الصادرة عن وزارة العمل للتخصصات المطلوبة.
إن التعليم هو سبيل للارتقاء والتقدم للأمم وهو إحدى أهم مقومات الوطن للنهضة، وإذا ما قدر للأفراد السير بخطوات راسخة في مسارهم التعليمي سينعكس ذلك على تقدم الوطن وازدهاره وحضارته.