تسمّي العرب اشتداد الحرّ في النهار «حَمّار القيظ» لأن الشمس تكون قد لعبت لعبتها بتغيير لون الأشياء خارج البيوت وتكون أقرب للون الأحمر من شدّة الولعان..!
والأيّام هذه (قيظ وغيظ).. وإذا خرجتَ أيها السائر تحت القيظ بغيظ سليمًا غير معافى فاحمد الله واثنِ عليه كثيرًا وطويلًا.. فالانسان في شدّة البرد «الصقعة أو القحيطة» إذا اغتاظ شعر بالحر الشديد ودبّت في جسده حرارة عالية الفولتات وكهرباء لا تتفرّغ إلّا بعد هدوء..! فكيف إذا كنتَ مسكونًا بالغيظ طوال وقتك بل ويشتد عليك حين تفتح موبايلك أو حين تمشي في الشارع أو حين تتابع حدثًا سياسيًا عربيّا أو حين تهبط عليك قرارات من حيث لا تعلم؛ ويأتي القيظ ليحيط بك من ثغرات حياتك.. كيف تحتمل غيظًا يتزايد مع قيظ يشتدّ..؟! أي طاقة جبارةٍ فيك يا مسكين..؟!
لا أريد بكلماتي التثويرية هذه أن أنكأ لك قيظك.. أنت مذموم ولا حمد لصمودك.. أنت مقسموم ولا جابر لأجزائك.. أنت مجهول ولا علم بآخرتك..!
أصدقائي المساكين.. في هذه الحياة الآن و الآن تمامًا فقط : عليك الغيظ والقيظ وأنا.. فأنا لا أجتمع إلّا مع شرّين لأكون ثالثهما عليك..!
عش يا مسكين بغيظك وقيظك وإيّاك أن تقرب حَمّارتي..!
الدستور