حتى لا يكون الطالب ضحية المنصات التعليمية السيئة، ما الحل؟
د. محمد ثلجي
13-08-2023 04:52 PM
من حق كل طلبة المدارس في أردننا الحبيب أن يحظوا بالتعليم المتمثل في رسالة وزارة التربية والتعليم: "توفير فرص متكافئة للحصول على تعليم عالي الجودة يمكن المتعلم من التفكير العلمي الإبداعي الناقد..." وهذا النوع من التعلم يتحقق بوسائل تعليمية متعددة، لكني سأسلط الضوء في هذا المقال على التعلم عن بُعد عبر (المنصات التعليمية). مع بزوغ فجر المنصات التعليمية الكثيرة على الإنترنت، نرى شريحة من المعلمين القديرين المتمكنين من المناهج المدرسية يقدمون حصصا تعليمية للمواد المدرسية بشكل تربوي ومحترف وسليم يستفيد منها الطلاب في أردننا الحبيب، ولمثل هذه الجهود تُرفع القبعات احتراما وإجلالا.
ولكن في نفس الوقت نرى على بعض المنصات التعليمية شريحة ثانية من المعلمين الذين يفتقدون ليس للكفاءة العلمية فحسب، بل وللمهارات التدريسية. فتجدهم يقدمون معلومات خاطئة ويشرحون المحتوى العلمي بطريقة تهريج غير تربوية. وللأسف قد نجد لهذه الشريحة عددا كبيرا من الطلاب المتابعين (خصوصا طلبة التوجيهي) لعدم امتلاك هؤلاء الطلاب القدرة الكافية على اختيار المعلم المناسب. وفي هذا الخصوص قال لي بائع في مكتبة إن كثيرا من طلاب التوجيهي يشترون بطاقات لمعلمين وبعد فترة لا تتجاوز الأسبوع يسألونه عن إمكانية إرجاع البطاقة بسبب الأخطاء التي يكتشفونها هم أو ذويهم في الشرح. ويُلاحظ أيضا أن طلاب هذه الفئة حصلوا على علامات متدنية بسبب جودة التعليم المتدني التي تلقوه من هذه الشريحة. ويُلاحظ أن هذه الشريحة من المعلمين يمتلكون قدرة تجارية فائقة على استقطاب الطلاب بوسائل ترويجية متنوعة تجعل الطالب يشتري بطاقة تعليمية دون أن يأخذ حقه في التعلم الصحيح. ولوحظ أيضا أن هناك متطفلين صاروا يقحمون أنفسهم على مهنة التعليم عنوة عن طريق التدريس في المنصات التعليمية التجارية، فمنهم من هم طلاب بكالوريوس لا يزالون على مقاعد الدراسة ومنهم من لا يمتلكون "شهادات جامعية" في التخصص الذي يُدرسونه ولا حتى "شهادات مهنة تعليم رسمية" صادرة عن وزارة التربية والتعليم.
نعم لتحسين وتطوير المنصات التعليمية التي أصبحت واقعا معيشا دون تجاهل فكرة (المعلم يجب أن يكون مؤهلا حسب الأصول التعليمية والتربوية الصحيحة). ولهذا نناشد وزارة التربية والتعليم وغيرها من الجهات المختصة أن تضع هذه المسألة في الحسبان وأن تجد حلا للشريحة الثانية التي ذُكِرت أعلاه حتى لا يكون الطالب ضحية التعليم المتدني الذي تشوبه الأخطاء الأكاديمية والتربوية وللارتقاء بطلابنا الذين هم الرصيد الحقيقي لوطننا الحبيب.