منذ سنوات مضت حذر الأمير الحسن بن طلال من شيوع " الإنيمالية " بين أفراد المجتمع الأردني، من خلال مؤتمر عقد في عمان ، وتطرق إلى الآثار السلبية على وطننا الحبيب .
انتهى المؤتمر ، وبدأت نظرات الزملاء الصحفيين بالتساؤل عن معنى " الإنيمالية" ، وحاولوا أن يجدوا تفسيرا لهذا المصطلح من دون أي جدوى ، إلى أن أستقر بهم الرأي والتجرؤ بسؤال سمو الأمير ، لتأتي الإجابة بأنه مصطلح يعني " أنا مالي " .
والآن بعد شيوع وانتشار " الإنيمالية " على نحو واسع داخل المجتمع الأردني ، علينا أن نتوقف قليلا في صلب هذا المصطلح ، ونتعرف على الأسباب والمسببات التي أدت إلى تفشي هذه الظاهرة .
وبعد البحث والتمحيص ، توصلنا إلى أن المسؤول والمواطن والقانون ومن ينفذه ، كلهم كانوا وراء انتشار وزيادة " الإنيمالية " في المجتمع الأردني .
وبما أن المواطن الأردني غيور على وطنه ولا يرضى الإساءة لممتلكاته ، ويرفض التهاون بكل ما يحصل له ويضر بمصالحة ، إلا أن البعض يغض بصره عن تجاوزات ومغالطات كثيرة ، والبعض يصم آذانه عند سماع مالا يرضيه ، والكثير يفضل أن يبقى فاه مطبقا عن إساءات للوطن والمواطن ويتجاهلها تحت حجج كثيرة ،متمسكا بشعار " طنش تعش تنتعش " .
قد يكون المواطن هو الأساس في هذه الظاهرة فهو يرى الغلط بعينه ولا يعترض ، فإذا شاهد أحدهم يعتدي على الآخر بغير وجه حق ، أو تعرض أحدهم لحادثه معينة ، ينسحب بهدوء ، وعند سؤاله عن السبب ، يقول لك : شهادة وشهود ، محكمة وجلسات ، وجاهات وصلحات ، وفي النهايه " تقع في ورطة " .
فمثلا قد يفاجئك ، لجوء هذه الفئة من المواطنين إلى إبعاد معلبات فاسدة عن متناول يده، والبحث عن تلك الصالحة ، ويزيح بنظره عن تلك التواريخ المنتهية الصلاحية الموجودة على المنتجات ، التي تقام لها معارض خاصة تحمل عنوان" بالسعر المحروق ".
والأصل في الأمر أن يبلغ عنها الجهات المختصة لما فيها من خطورة على صحة المستهلك .
ولدى سؤال المواطن عن استهتاره بهذا الأمر يستفزك بإجابته : إذا تقدمت بشكوى ، عليك متابعتها مع الموظفين المعنيين، أو المسؤولين الذين للأسف يتعجرفون بطريقة كلامهم معك ، وينهرونك عند التزامك بمواطنتك الصالحة في حال تصميمك على متابعة الشكوى .
والسؤال الذي يبقى في الأذهان : من المسؤول عن ما وصل إليه البعض من الاستهتار أو الإهمال هل هو المواطن ؟ أم المسؤول الذي نسي أنه في خدمة المواطن ؟ ، أم القوانين العقيمة ؟
.. ما علينا إلا أن نترجم أفعالنا وقيمنا التي رضعناها عن أبائنا وأجدادنا لنصل إلى حالة من "الإنتمائية " الصادقة اتجاه بلدنا ، بحيث يشاع من جديد مصطلح " أنا كلي للوطن " .
Jaradat63@yahoo.com