تمعنتُ قليلاً، وسألت نفسي حائرةً بين أن أكتب وأعبر عما يجول في خاطري، أم عليّ الاستسلام لما هو حالنا اليوم، هل من الصحيح أن نحتفل في يوم الشباب العالمي في ظل ما نعيشه من ازمات متتالية صعب الخروج منها، وكيف ذلك والبطالة ترقص فرحًا بإنجزها، بينما يقيمون الليل الشباب ويرجون أن تكون الوظيفة من نصيبهم؛ لينالها بعد ذلك "فلان" و"ابن فلان" بأبسط الطرق ودون أن يسعى لها، ونبقى نحن الشباب ناظرين إليه بحسره؟!..
فهل أؤمن بأن النجاح لا يكون إلا بالسعي؟، فيما أن الطريق غير نافذ، والصفوف مليئة بفاقدين الشغف والامل، فالأبواب لا زالت تُدق؛ نطلب اللجوء، ونحن نعلم بأننا الأضعف؛ ليتم استغلالنا بظهورهم متفاخرين بانجازاتنا، تملأنا التعاسة والتشاؤم صامدين للحصول على وظيفة تسد أبسط احتياجاتنا.
كيف يحتفل الشباب وقد هرم بعمر الزهور وذبل؟، منتظرًا دوره الذي لن يصل، مكتئبًا لما يحدث لها، متأكدًا بأنه لن يحين الوصول، لا بل على يقين تام أن هذا المكان ليس له، وأن الهجرة هي المنفذ الوحيد مهما حدث، في حين نقترن اليوم باليأس والنظر بسلبية لسوء الظروف وارتفاع تكاليف المعيشة وانعدام فرص العمل، وفقدان مصدر دخل في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، تزداد حالتنا تدهورًا؛ لنغرق بعجزنا دون محاولةً للخروج منها.
نحاول لننجو، نسعى ونلجأ لاستكمال الدراسات العليا، لنعلق بحفرةً لا نستطيع الفرار من داخلها، لنجد أنفسنا بلا وظيفة تلائم شهاداتنا وامكانياتنا، ما يؤدي إلى انعدام الثقة بأنفسنا، ومحاولة البحث عن اي مصدر دخل ثابت يؤمن لنا لقمة العيش المستورة.
هل أصبح على الشباب التفكير بذلك فقطّ؟!، فيما يتم تشجيعهم ومناداتهم على الابتكار والابداع، وصنع ما هو جديد، بينما هم في حالة تدفعهم للتعاسة والاكتئاب، دون وظيفة ولا مال.
للأسف، مازلت اعتقد أنه لم يفت الأوان للآن، احاول ان اخفي هبة الاحباط واكافح حتى لا يأخذ فلان مكاني، وأنظر إلى ما وصلت إليه اليوم ليقل احباطي؛ لأشعر بأني منتصرةً على ما حولي، متحديةً ظروفي لأثبت نفسي في محيطي حتى لا يأتي يومًا وأقول "فيا ليت الشباب يعود يومًا".