رسالة سعودية دبلوماسية من أجل فلسطين .. وفلسطين فقط
السفير الدكتور موفق العجلوني
13-08-2023 01:07 PM
من المعروف للقاصي والداني ان موقف المملكة العربية السعودية تجاه فلسطين لا يختلف اطلاقاً عن موقف الأردن تجاه فلسطين، لا بل على العكس هما موقفان متلازمان في دعم القضية الفلسطينية في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية، ويأتي اعلان المملكة العربية السعودية تعيين سعادة السفير نايف السديري (سفير المملكة العربية السعودية لدى المملكة الاردنية الهاشمية) سفيراً مفوضاً وفوق العادة غير مقيم في الأراضي الفلسطينية والقنصل العام في مدينة القدس، هي رسالة "واضحة ومباشرة من اجل فلسطين وفلسطين فقط" لكل من واشنطن وإسرائيل والعالم بشأن المطالب السعودية والتي تنطلق من رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله في تعزيز العلاقات مع الأشقاء في دولة فلسطين، " وإعطائها دفعة ذات طابع رسمي في كافة المجالات" كما أشار سعادة السفير نايف السديري .
وكما هو معلوم، تتواصل المملكة العربية السعودية الشقيقة بالدفاع عن القضية الفلسطينية على كافة المستويات وفي كافة المحافل الدولية وعلى كافة المنابر، وقد رفضت المملكة إقامة أية علاقات مع إسرائيل من مبدأ تمسكها بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة والقابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
بنفس الوقت ان تعيين سعادة السفير نايف السديري المشهود له بدبلوماسيته العريقة وحضوره الدائم على الساحة الدبلوماسية والسياسية والاجتماعية وبعد نظره سفيراً مفوضاً وفوق العادة وقنصلاً عاماً في مدينة القدس هي رسالة لإسرائيل وللولايات المتحدة خاصة وللعالم عامة مفادها "لا تطبيع مع إسرائيل من دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية"، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧، وهذه خطوة هامة تهدف بالدرجة الأولى الى ترسيخ الاعتراف بدولة فلسطين وتفعيل القرارات الدولية بشأنها.
وقد دأبت المملكة العربية السعودية الشقيقة على الإعلان للملأ انها تتمسك بموقف جامعة الدول العربية القائم منذ عقود والمتمثل بعدم إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل الا ان يتم حل النزاع مع الفلسطينيين، ويعود الحق الى نصابة بإقامة الدولة الفلسطينية، ووفقا للمبادرة العربية، مبادرة بيروت للسلام والتي اقترحها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله، والذي كان ولياً للعهد آنذاك، خلال مؤتمر قمة جامعة الدول العربية التي انعقدت في بيروت في اذار ٢٠٠٢ ، والتي تدعو لتطبيع العلاقات مع إسرائيل مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية التي احتلتها منذ حرب الخامس من حزيران من عام ١٩٦٧، و التي حظيت بإجماع عربي خلال القمة.
إن تعيين المملكة العربية السعودية لسفير مفوض وفوق العادة في فلسطين يصب في صالح دفع مسألة الاعتراف الدولي بالفلسطينيين ويعطي دفعة قوية تجاه الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ويأتي انعقاد القمة الثلاثية العربية في القاهرة بحضور كل من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وكل من اخويه سيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك لمواصلة التشاور المستمر وبحث تطورات القضية الفلسطينية وتنسيق المواقف من أجل حشد الدعم الدولي لإنهاء محنة الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
بوركت المملكة العربية السعودية الشقيقة بمواقفها الدائمة الى جانب الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي والإنساني وبوركت قيادتها الحكيمة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان حفظهما الله. وأعان الله سعادة السفير نايف بن بندر السديري على تحمل المسؤوليات الجسام.
السفير الدكتور موفق العجلوني
المدير العام /مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me