بقي جهاز الأمن العام الأردني وعلى الدوام محطّ تقدير وثقة القيادة والشعب الأردني فمنذ أن وُجد مع وجود الدولة الأردنية بقيت علاقته الطيبة مع المواطن وحرصه على تقديم الخدمات الأمنية الحرفية وفق لغة التطوير والإبداع والإصرار على المسير بإتجاه تحقيق المزيد والمزيد على طريق المكاشفة والشفافية، لتعلن مديرية الأمن العام ومن خلال إذاعة أمن إف أم وتتحدث وبلغة الأرقام عن نسب الجرائم في العام ٢٠٢٣ ومقارنة الواقع الجرمي مع السنوات الماضية ليظهر انخفاض عدد الجرائم الكلي في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بنفس المدّة من العام الماضي على الرغم من الزيادة في عدد السكان والمقيمين والزوار وانخفاض جرائم القتل، والسرقات الجنائية والجنحوية، وسرقة السيارات، وليكون معدل ارتكاب الجرائم في الأردن من الأقل بين دول العالم لتتضح هنا جهود مديرية الأمن العام بالحد من وقوعات الجرائم وتعزيز الحس الأمني وتكثيف الرقابة وتعزيز الدوريات سعيًا وراء تحقيق انخفاض لمعدلات ارتكاب الجرائم .
إن ما قامت به مديرية الأمن العام بردع مرتكبي الجرائم تزامنًا مع ارتفاع نسب الكشف عن الجرائم وتقليص وقت الاكتشاف والعام ٢٠٢٣ ميّزه رفع كفاءة التنسيق بين الإدارات الجنائية وتشكيل الفرق التحقيقية للتعامل مع القضايا المجهولة لتسقط كلمة (القضايا المجهولة) من قاموس العمل الشرطي ليسجل الأردن بذلك اسمه ضمن أفضل عشر دول بمستوى الأمن و ثقة المواطنين بأجهزة الأمن خصوصًا بالقضايا المتعلقة بالأرواح، وليأتي انخفاض عدد جرائم القتل في النصف الأول من العام الحالي، والقبض على مرتكبيها بنسبة ١٠٠% بما فيها كل مطلق للنار من دون داع تسبّب بوفاة إنسان والتعامل الحرفي مع قضايا الجرائم الإلكترونية واستغلال مواقع التواصل الإجتماعي لإبتزاز الضحايا خصوصًا الفتيات والاطفال ،وفق نهج عمل من السرية التامة والخصوصية في التعامل مع هذه القضايا بجهود كوادر احترافية تنبهت مبكرًا لأهمية هذا النوع من القضايا ودقة التعامل معها ليبقى المنحنى البياني للجريمة في الأردن في انخفاض مستمر يعكس تطور عمل الأمن العام.
إن العزائم التي انطلقت بها مديرية الأمن العام باتت تشكل انموذجًا للعمل الحرفي المبني على الحب الصادق والقرار الواثق بعد أن تم تسليح العاملين في جهاز الأمن العام بالخبرات العالية والمعدات الحديثة الداعمة للعمل والمحققة للدلائل القطعية والدقة في أسلوب مميز على مستوى العالم, وبالرغم من الرضى عن الأداء إلا أن الفكر البنّاء ما زال يرغب بالبقاء على درب المزيد من الإنجاز وفق محاكاة تطور الجريمة وتغير ماهيتها وتوسع أفكار مرتكبيها ليكون الإيمان بوجوب السبق الضامن للحق والنابع من العشق والصانع للفرق في عمق العلاقة بين رجل الأمن والمواطن ليبقى ثوب الأمن الضافي يعم أرجاء الوطن.
نفتخر ونفاخر ونعز ونعتز بما وصلنا إليه في أردن الشومات الطارق لعنان سماء الإنجاز والذي لا يعرف الإنحياز إلا لأبنائه، فكانت قيادته الحليمة وافكارها الحكيمة قبلة السلام وتحقيق الأحلام لنبقى السد المنيع عن حماه والحيد الوحيد في سماه .
"الرأي"