تأخذك الطريق من مدينة بتومي في جورجيا الى نهر اجارا، حيث يشدك المشهد الجميل من البحر الاسود والأشجار الوارفة الظلال على امتداد الشوارع لترسم لوحة خضراء تسر العابرين.. ويطلق سائق الحافلة الموسيقى والغناء فيكون صوت فيروز يملأ الزمان والمكان وهي تغني "وسلامي لكم" لتعيدني الى تلك الأيام التي كانت النجمة الاذاعية كوثر النشاشيبي تقدم عند منتصف النهار برنامجها الشهير "وسلامي لكم" .
يشدك البحر الاسود من بتومي الى طرابزون في الشمال التركي العامر بالسياحة والمساجد التي تملأ الأحياء بركة وابتهالات تفرح لها وينشرح صدرك.. هنا وهناك تجدهم يعطون السياحة طعما اخر فهي عندهم صناعة.. وكم اعجنبي ما يقوم وما قام به الادلاء السياحيين هنا وهم رامي وعبد الرحمن وطه وادم.. حيث يزودونك بشبكة الانترنت ويقدمون لك البرنامج السياحي لحظة بلحظة مع احترام للوقت والتمتع به..
صحيح ان في بتومي وتبليسي يحاولون ويطورون.. لكنهم في تركيا يبدعون ويتقدمون..
كم تمنيت أن أرى ممشى سياحي يجاور شواطئ العقبة والبحر الميت كما هو موجود في باكو عاصمة أذربيجان المطلة على بحر قزوين الجميل.. وكما هو في بتومي على ضفاف البحر الاسود او على ضفاف البسفور وغيرها من المناطق السياحية في عديد من دول العالم.
السياحة في اردننا الغالي تحتاج إلى نهضة لتكون صناعة بشكل أفضل.. نحن تقدمنا بشكل جيد لكن نحتاج الى الكثير والكثير حتى نكون من الأفضل ونرجو ان لا يطول الإنتظار.