منظومة ثلاثية جديدة في القضية
د. عزت جرادات
13-08-2023 11:05 AM
من إزالة آثار العدوان إلى الإحتلال الدائم:
بعد الإحتلال المشؤوم (1967)، إرتفع شعار إزالة آثار العدوان فكان هو شعار المعركة السياسية والدبلوماسية، وجاءت عدة مبادرات أردنية وأمريكية وإسرائيلية، والمبادرات من اسرائيل كانت تأتي من قادة الصهيونية في اسرائيل، صقوراً وحمائم.
وانتهى الأمر بفشل تلك المبادرات لسبب واحد في تقديري وهو أن إسرائيل لم تكن وما تزال لا تريد الصلح آنذاك، حيث لم يظهر بعد مصطلح السلام إلى أن جاء القرار الدولي بحل الدولتيْن واستطاعت إسرائيل، سياسياً ودبلوماسياً وعملياً وواقعياً، وتمكنت من تكفين حل الدولتيْن.
وأصبح شعارها غير المعلن هو الإحتلال الدائم، فهو يمكنها من إستلاب الأرض، وربط الضفة المحتلة بإسرائيل اقتصادياً، وتنفيذ المشاريع الإستيطانية، وأخيراً خطتها في إتساع التطبيع العربي- الإسرائيلي فالأحتلال الدائم أصبحت مظاهره ومقوماته واضحة.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، وحيث لم تنجح مبادرات الرؤساء لتحقيق الحل الشامل العادل، وحيث الفشل في إدارة عملية السلام سواءً مع اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة الأمريكية والأتحاد الأوروبي وروسيا ومنظمة الأمم المتحدة)، أو بانفرادها كراع لعملية السلام، فانتهى دورها باعتبارها أن الوقت غير ملائم لحل الدولتيْن وأن البديل هو – خفض العنف – في المنطقة واصبح هذا الشعار عنوانا لسياستها في المنطقة.
أما النظام العربي، وبعد ما أخفق في إزالة آثار العدوان، واعتمد الخيار السلمي خياراً استراتيجياً وحيداً، وسبق ذلك التخلي عن القضية الفلسطينية واعتبارها قضية الشعب العربي الفلسطيني، وانهيار التضامن العربي من أجل القضية، بعد جميع هذه الإخفاقات لم يبق أمامه سوى إعلان التمسك بحل الدولتيْن، والنظام العربي يدرك بوعيه السياسي إن إسرائيل قد كفّنتْ ذلك الحل، وأن الولايات المتحدة الأمريكية قد جمّدته؛ وأن ما يسمى المجتمع الدولي لا يعتبر الحل من اهتماماته.
وبقي (التمسك بحل الدولتيْن) تعبيراً دائما في الإجماعات العربية، مثنى وثلاث ورباع أو في الإجتماعات العربية أو في اجتماعات المنظمات الدولية.
فعنوان المعركة أصبح: الإحتلال الدائم، وخفض العنف، والتمسك بحل الدولتيْن، لكل من الأطراف الإسرائيلية والأمريكية والعربية على الترتيب.