منذ تفجر ما سمي زورا بربيع العرب بكل ما حمل ويحمل من ويلات ومصائب، ونحن نحمد الله ليلا نهارا، على أن الفوضى الهدامة لم تكونا بنارها.
ومنذ عم الخراب والصدام والقتل والتشريد من حولنا وبعيدا نسبيا عنا، ونحن في الأردن، وكالعادة، نتحمل القسط الأكبر من استحقاقات تلك الفوضى الهدامة لا الخلاقة، وندفع من قوتنا ومن مرافقنا التعليمية والصحية والمائية والتشغيلية الكثير الكثير، برغم محدودية مواردنا هذه، فيما العالم يتخلى عن مسؤولياته على هذا الصعيد، ولا ينسى أن يمطرنا في كل مناسبة، بعبارات الثناء على ما نتحمل، مكتفيا بذلك وحسب، تاركا بلدنا يتحمل، ووحيدا، مسؤوليات الأسرة الدولية كلها حيال اللاجئين الذين باتوا يشكلون ثلث سكان المملكة.
هذا واقع صعب طال أمده، ولا أحد لديه الرغبة في هذا العالم لأن يتحمل مسؤولياته القانونية والأدبية والأخلاقية على هذا الصعيد.
يحدث كل هذا، في زمن دولي إقليمي مشحون بالمفاجآت التي لا تخطر على بال أحد، وكلها مفاجآت تجسد في الغالب الأعم، مصالح غيرنا، سياسيا، اقتصاديا، واجتماعيا، لا بل نرى في كثير منها، ما يعاند مصالحنا الوطنية.
يبدو، والله تعالى أعلم، أن المنطقة مقبلة على ترتيبات ومفاجآت جديدة، ولا أحد منا يمكنه التنبؤ بها، وبمآلاتها، وبإستحقاقاتها.
هنا، وهنا بالذات، نجد النفوس المؤمنة المنتمية لهذا الثرى الأردني الطهور، تلهج في لحظات صدق مع الذات، بالدعاء والابتهال إلى الله العلي القدير، أن يجعل الستر حليفنا، وأن يصون بلدنا الحبيب من شرور أية مخططات ظالمات، وأية نيات خبيثات، وأن يجنبنا جميعا، مخاطر الفوضى قاتلها الله، وأن يجمع صفنا حول الأردن دفاعا عن حاضره ومستقبله ووجوده، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
نعم وبالفم الملآن، لدينا أزمات وتحديات منبعها داخلي وخارجي معا، ولا بد من مواجهتها معا وبكل حزم وجدية. وها هي حكومتنا وسلطاتنا تعمل على كل هذا، ونسأل الله لها ولنا الهداية والصواب.
ما أراه شخصيا وبتواضع لا مزايدة فيه على أحد، هو أن الزمن الراهن في إقليمنا، مليء بالمفاجآت التي نسميها في أدبياتنا الشعبية، اللائذات، وأن المنطقة حبلى بمصاعب وطموحات ومطامع ومخططات.
وعليه.. نرى أن هذا الحال يستوجب الحذر الشديد، وتوحيد الصفوف على كلمة سواء عنوانها الأبرز، سلامة الأردن الذي ما قصر يوما مع أحد عبر التاريخ، ولا تآمر على أحد، ولا خان أحدا، ولا تخلف أبدا عن نصرة الحق الفلسطيني والعربي عموما، وبكل ما يملك من قوة.
الأردن اليوم، وكل يوم، أمانة في عنق كل أردني وأردنية، وما هان شعب توحد نصرة للوطن بكل من فيه، وما فيه.
ختاما.. قولوا معي آمين.. اللهم رب العالمين، أستر الأردن بسترك العظيم، وأبعد يا رب عنه شر الحاقدين والحاسدين والطامعين، ونجه يا رب، من دنس مخططات الأعداء وخبثهم ولؤمهم ونياتهم الشريرة، وفك يا رب أسر فلسطين، ووحد يا رب صفنا وكلمتنا وموقفنا مع الأردن وفلسطين، ولا تردنا خائبين. وأنت وحدك من وراء قصدي.
الرأي