كثيرا ما نتغنى برجالاتنا وننشد بامجادهم وقد خلدت ذاكرة الوطن ان مروا من هنا وتركوا اثرا طيبا في تاريخ وطننا ولكن الا يولد من رحم هذه الامة آخرين تحملهم ذاكرة الزمان ؟
في مثلنا قول "لكل زمان دولة ورجال" في الماضي من تاريخنا الوطني كان هناك رجال صنعوا دولة كانت ايضا حديثة مقارنة مع زمانها وديموقراطية يسودها القانون والعدالة والانسانية رغم شح الموارد والامكانات ونقص في المال والثمرات لكن كانت نفوس اهل ذلك الزمان مغمورة بالقناعات ومحصنة بالمناعات عن الكسب الحرام وكانت الكرامة تعلو الجباه والهامات وكانت البيوت معمورة ببركة كواير الطحين التي طحنتها اكواع الامهات ياليت انفسنا تعود الى ماكان عليه اهل ذاك الزمان ٠
في زمننا اليوم كل شيئ تمناه وحلم به اهل ذاك الزمان اصبح اليوم بين ايدينا حتى اننا جميعنا اليوم نعيش افضل مما عاش فيه رؤساء وزعماء ذاك الزمان فلا اعتقد ان المرحوم وصفي التل او المرحوم هزاع المجالي وهم رؤساء وزارات كان لديهما هاتف خلوي فهل لنا ان
نتخيل ان من ماتوا قبل خمسين عاما كانوا يحلموا بذاك الزمان بمانحن به اليوم من رفاه الحياة ؟
ماتوا ولم يعرفوا تلفازا او حتى رغيف الشاورما وخبز الحمام او مركبات الكهرباء ومسيرات الفضاء وتلفريك عجلون وجسر عبدون والخ
ومع ذلك كانوا رجال دولة واهل وطن رغم شقاء الحياة ٠
ماذا جرى ونحن اليوم في نعيم الحياة لكننا نلعن زماننا ونتغنى بزمان من سبقنا بعشرات من السنين التي خلت وقد خلت حياتنا من السعادة وراحة البال وبات كل شيء لا يرضينا ولا يغنينا واسودت عيشتنا وكأننا نشعر بغياب البركة من حياتنا ٠
نعم لكل زمان دولة ورجال فذاك الزمان ليس كزماننا واولئك الرجال ماعاشوا بافضل حال من حالنا لكن فيصلنا انهم آمنوا ان القناعة مناعة وصون للنفس من الهوى والردى وان السعادة لا يدركها في الحياة الا من ارتضى