المعارضة في دول العالم المتحضرة ذات أفكار معروفة ولديها مرجعية شعبية أو عدد محدد من المنتسبين يساندهم عدد أخر من المتعاطفين، و لكني أحتار في المعارضة الأردنية فهي غير واضحة التكوين بل تجمع تناقض غير مفهوم هذا عدى عن ضياع في المفاهيم.فاليسار الأردني الذي حمل مثلا على عاتقه المعارضة منذ استقلال الأردني حتى نهاية الاتحاد السوفيتي،غفل طوال عشرات السنوات أنه في مجتمع لا يعرف من الأيديولوجة غير الأفكار الدينية كما أنه مجتمع قبلي هرمي، فأضاعوا سنوات طويلة من النضال دون أن ينتبهوا إلى أن أفكار ماركس لم تؤسس للمجتمع العربي ولم تشفع لهم عشرات المراجع الفكرية، وهذا حال الذين أحضورا لنا أفكار القومية والبعث وخلاصات أفكار ديني مرجعيتها السفلية الخليجية أو التيارات الدينية المصرية التي لم تتمكن هي من تثبيت أقدامها في بلادها.
هذا هو الذي يسبب ضياع السنوات لهم دون أن ينالوا ثقة الحكومة أو ثقة الشعوب فكثير من الأحزاب لا يصل عدد منتسبيها إلى خمسين ،هذا عدا غباش الرؤية .
هذا ما تجلى لي بعد إعدام الرئيس العراقي صدام حسين حيث قرأت عن تجمع للمعارضة وعندما تمعنت في الموجودين انهلت ضاحكاً فهل يعقل أن نصدق معارضة يجتمع فيها الأخوان المسلمين مع اليسار مع البعثيين وهل لو صار عندنا –لا سمح الله- تداول للسلطة ممكن أن يتفقوا هؤلاء .
ولماذا لا يتم محاسبة أو تقييم وجود تلك الأحزاب حسب نتيجة الانتخابات النيابية،حتى نصفي الساحة لنسمع من جهة واضحة المعالم ، وهذا والله لأمنيتي أن تكون لنا معارضة مقنعة لها وجود بين الساحة الشعبية، فبعد ذلك الاجتماع وحتى خلاله صار مغالطات ومهاترات ،فكيف لو طلب منهم تشكيل حكومة مثلا!!!
المعارضة عندنا تظن أن واجبها رفض أي سياسة حكومية ،وفي ذات الوقت تطالب بديمقراطية؛ بينما هي الداعم الكبر لدكتاتوريات العربية التي أذاقت شعوبها الألف ويل وويل.
كلنا نريد معارضة تتخلى عن الفكر العاطفي الساذج و تدافع عن الشعب لا أن تدخلنا في أزمات نحن في غنى عنها.
وكننا نتمنى أن تفهم تكوين الشعب وحاجاته الأولية وليس أحزاب جل اهتمامه المشاكل العربية في ظل ضياع لمواطن الأردني الاقتصادي ،حتى لا تضحك علينا الحكومة ونجد أنفسنا بحجة لمعارضة ضد المعارضة.
Omar_shaheen78@yahoo.com