الانتخابات القادمة محطة هامة في الإصلاح السياسي
علي السنيد
12-08-2023 02:19 PM
تتهيأ البلاد لانتخابات نيابية ستكون فارقة في توجهها نحو الاصلاح السياسي، ونحن كما يبدو بتنا على مقربة من اجرائها في غضون السنة القادمة ، ونتوق الى ان نشهد كيفية تعاطي القوى الحزبية المتنافسة معها ، والتي اعطتها سلسلة القوانين الإصلاحية الأخيرة دفعة كبيرة للامام، وقد نالت الأحزاب بحلتها الجديدة ثلث مقاعد المجلس النيابي القادم من خلال القوائم الحزبية، وذلك تبعا لقانون الانتخاب، وتستطيع ان تحصد ما امكنها من مقاعد فردية على قوائم المحافظات ايضاً.
وللاحزاب المتقاربة ان تبني ائتلافات، وتحالفات حزبية قد تتمكن من خلالها من صناعة كتل نيابية رئيسية في البرلمان القادم، وبذلك يحدث التمايز المطلوب بين أحزاب الأغلبية، والأقلية .
وستحدد هذه الانتخابات شكل، وملامح المستقبل للعمل السياسي الأردني، وستحقق قفزة نوعية لصالح القوى الجزبية ، والتي ستتأهل في اطار وطني عام الى لعب دور أساسي في حياتنا العامة.
وعلى الشعب الأردني بكل اجياله دعم هذا التحول الديموقراطي العميق، والخروج الى التصويت بكثافة، وبزخم كبير، وليكون لكل مواطن مساهمته في العملية السياسية الجارية من خلال صوته، ومن يغيب سيغيب دوره خاصة وان عدم التصويت هو تصويت سلبي لانه يفسح المجال لطرح أخر في الفوز.
والاردنيون سيحددون وجهتهم الحقيقية في الانتخابات القادمة تبعا لتوجههاتهم السياسية، ولأي القوى الحزبية سيمنحون اصواتهم، ولأي البرامج ينحازون في اختياراتهم.
وهذه الانتخابات ستحدد خارطة القوى السياسية الجديدة التي ستتقاسم الملعب السياسي، وتدير قواعد العمل الديموقراطي، وستتحول مطالب الأردنيين الى برامج قابلة للتحقيق، وسيكون للمتخصصين، والكفاءات الدور الأبرز في صناعة البرامج الحزبية، والقول الفصل إزاء الملفات، والاولويات الوطنية.
وعلى الجميع في دائرة التأثير الحزبي ان يكونوا حاضرين، وبقوة ، وان يحشدوا مؤيديهم، ويتفاعلوا مع الناس لتجسيد ارادتهم ، وكي تحظى هذه القوى بتوكيل قواعدها الانتخابية ، وحمل امانة تمثيلها، وكلما زادت القاعدة التصويتية للقوى المشاركة كلما انزاحت نحو تكوين الأغلبية، وتهيئة الاجواء للحكومات البرلمانية في المراحل اللاحقة.
وسيعطي التصويت بكثافة في الانتخابات النيابية القادمة مشروعية لهذا التحول الذي اختارته الدولة الأردنية طوعاً، وتستطيع كافة شرائح المجتمع ان تعبر من خلال صناديق الاقتراع عن ميولها، وتطلعاتها الوطنية.
ويمكن للأردنيين من خلال الاقبال على التصويت وقف كافة اشكال التأثير على إرادة الناخبين، والتقليل من دور المال السياسي في الانتخابات القادمة، وعندما ترتقي الذائقة الشعبية ، وتميل الى الانحياز الى الخيار الأفضل تستجيب القوى الحزبية من خلال قوائمها لعرض افضل خياراتها على جمهور الناخبين.
والشباب الأردني لديه القدرة ، والدافع، والحركة، والفاعلية لتجديد الحياة السياسية، ويستطيع ان يفرض حضوره في كافة ميادين العمل السياسي التي يجب ان تؤهل اجيالا من السياسيين للمستقبل القريب القادم.
وهي فرصة سانحة، ويجب انتهازها لتحديث مجمل الحياة السياسية، والخروج من دائرة الولاءات الضيقة في العمل السياسي الى البحث عن حل وطني عام من خلال البرامج التي ستحظى بأصوات الأردنيين، وثقتهم.