تجهد دول كثيرة في العالم خصوصا في الغرب وقوى ذات فعالية غير مرئية على جعل الشذوذ الجنسي "المثلية" أمرا واقعا عند البشر، خصوصا في الشرق من خلال الضخ الإعلامي المكثف حول هذا الموضوع ، وإظهار قصص عديدة عنه وزعمهم بحق الأشخاص في ممارسته، ويسلطون الضوء على تجارب من هذا الشذوذ كالتركيز على شخصيات سياسية عالمية أو فنانين أو مثقفين يمارسونه كنماذج لتسويق هذا المفهوم الشاذ في العلاقات الإنسانية ويجتهدون في تشجيع هذا النوع من الإنحراف القذر.
ممارسة رذيلة الشذوذ الجنسي أو ما يسمونه "المثلية"، أمر رفضته وحرمته كل الديانات السماوية على رأسها الإسلام ، كما رفضته عادات وتقاليد شعوب الأرض، وقد كان محرما بالقانون في معظم دول العالم، ناهيك عن أن الفطرة الإنسانية تلفظه وترفضه.
ظهور هذا النوع من الرذيلة والشذوذ يشير إلى مدى سفلية الدرجة التي بلغها العالم نحو لإنحطاط الأخلاقي وكسر كل ضوابط الحياة التي تليق بالبشر كما وضعها خالقهم الله عز وجل، وسما بهم فوق كل المخلوقات، ولكن يصر عتاولة وأقطاب العبث في الغرب أن ينحرفوا بالإنسان إلى طريق حتى الحيوانات ترفضه.
بالنسبة لنا في الشرق، إضافة إلى تجريم الشذوذ الجنسي دينيا فإنه منبوذ أيضا على مستوى العادات والتقاليد كما أشرت، وإن حقق هذا السلوك المشين اختراقا قليلا في مجتمعاتنا، فيجب إعادة تمتين إغلاق الأبواب في وجهه ومحاصرته .
لقد وصل الإنحطاط الأخلاقي في العالم والغرب إلى حد لم تعرفه البشرية عبر تاريخها، ووصل الأمر إلى تشجيع زواج الإنسان من الحيوان، وذلك تحت العنوان المزيف للحرية الشخصية.
ما تواجهه البشرية اليوم هو نتيجة طبيعية لتوحش مفهوم الحرية المطلقة التي لا تخضع لأي ضابط أخلاقي ونتيجة حتمية لمفهوم الرأسمالية المتوحش الذي هدم كل جدران الأمان والاستقرار في المجتمعات.
نحن الأمر محسوم لدينا، ففي القرآن قصة قوم النبي لوط عليه السلام التي يقرؤها المسلمون ويفهمونها منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام ستظل حاضرة أمامنا، وقد حدد الله تعالى من خلال هذا القصص القرآني رفضه وتحريمه وتجريمه لهذه الرذيلة، وأعد له عذابا وخزيا في الدنيا والآخرة "فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل"، وبعد التحريم الرباني للشذوذ الجنسي وتجريمه على مستوى العادات والأخلاق البشرية عند الشعوب فإن الطب اثبت ارتداداته الصحية على الإنسان انها غاية في الخطورة وممارسته تدمر جسم الإنسان وتلحق به الأمراض الفتاكة على رأسها الإيدز الذي تعتبر المثلية أول وأهم أسبابه.
ترى ماذا يقصدون، وماذا يريدون من يقفون خلف تشجيع هذا النوع الشاذ من التزاوج بين البشر؟، وتسخيرهم المليارات من أجل مشروعهم وهم يعلمون أنه سلوك ساقط في السماء وفي الأرض، غير تدمير الأخلاق بالكامل وتدمير سلسلة التكاثر الطبيعي بين البشر.
إن الإعلام أخطر سلاح في معارك الأخلاق والمبادىء، لذا علينا أن نكون على مستوى هذه المعركة التى تريد ان تفرض علينا التطبيع مع هذا الشذوذ "الرذيلة"، وفي النهاية القبول به كأمر واقع ساعتها ستكون اللبنة الأخيرة في انهيار جدار الأخلاق لدينا قد وقعت.