لا يخامرني الشك بأن معالي الدكتور جعفر حسان يمتلك الحسّ الوطني ويتناغم مع تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ومطالبه ورؤاه الحالية والمستقبلية للأردن في بداية مئويته الثانية، وكما يستقر في قرارات العارف مثلي عزّ المعرفة عند الحديث الشامل عن شخصيته الوطنية ومواطنته الحقيقة فإنه يدرك تماماً أن معالي الدكتور حسان يصدق أهله فيما يقول من ناحية وما يصدر عنه من أفعال وجهود وطنية من جهة أخرى.

فمن خلال الوقوف على كتاب معالي الدكتور حسان المعنون "الإقتصاد السياسي الأردني:بناء في رحم الأزمات " نجد بأنه كتابًا يستحق التأمل والتدبر فهو كتاب يفتح مغاليق الأنساق الثقافية والاقتصادية للوصول إلى النجاحات وطريقها المؤدي إلى الهدف المنشود، فمن خلال تطبيق العمل لدراسته تسير نحو دروب النجاح وخصوصًا أن معالي الدكتور حسان يصنع بيئة اقتصادية صديقة للإصلاح من جهة ويتغيأ من وراء هذا الصنيع النادر هو عودة الثقة المهاجرة مع المواطن الأردني واستردادها من جهة أخرى.

إذ يؤكد معالي الدكتور حسان في كتابه أن الأردن نجح في امتحان الأمن والاستقرار وهو بذلك لم يفقد الأمل بل يرى بأن الأردن سيبقى في الطليعة بحكمة القيادة ووضوح وعمق رؤيتها فهو يقول " وإمكانيات الأردن البشرية والبنيوية والاقتصادية والمعرفية خاصة أن الأردن لا يعاني من أزمات اجتماعية مستعصية أو بنية متهالكة أو قدرات بشرية غير مؤهلة أو هوية وطنية منقسمة" فكل ما
تم ذكره أرضية وخطوات توصلنا إلى طريق ومراكب النجاح والتميز والتفرد بلا معيقات وتحديات .

ولعل الجزء الأهم في كتابة ما تم تناوله في الفصل الرابع الذي تحدث فيه عن "تحديات الحاضر وفرص المستقبل" إذ يقف بفصل
موسع عن التحديات التي واجهت المملكة ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لاقتصاد متطور يواكب الحاجات الوطنية والمتغيرات العالمية في زمن الثورة التكنولوجية، وأثر الأزمات والحروب وسنوات الربيع العربي على مسيرة التطور والاقتصاد والحياة السياسية في المملكة وصولاً إلى أزمة كورونا التي شلت اقتصاد الأردن والاقتصاد العالمي والتي ألقت بأعباء ثقيلة على اقتصاديات الدول الصغيرة .

وفي هذا الصدد يقدم حسان تصورًا متكاملاً يعتمد على التشاركية كأساس لتحقيق مبدأ الاعتماد على الذات بعيدًا عن الاتكالية ، ويحدد كذلك من خلال الفصل بأنه يجب التحرك السريع لمعالجة الأزمات والمشاكل المستعصية وقد حددها بأربعة مجالات رئيسية هي خلق فرص التشغيل الحقيقية في قطاعات إنتاجية مستدامة وحل مشكلة الطاقة ومعالجة قضايا الضرائب والنمو وأخيرا يتحقق ذلك من خلال "الإرادة والإدارة والتنفيذ" فعندما تتحقق المصطلحات الثلاثة فإنه يحدث تغير جذري يؤدي إلى خلق جهاز حكومي كفؤ قادر على تحقيق ما يتطلع إليه كل مواطن إردني من خلق فرص عمل وتحقيق العدالة والنمو والتقدم في كافة المجالات.
فالارادة والإدارة والتنفيذ هو بداية الحل لمشاكل الأردن القديمة منها والحديثة .

فمن خلال الوقوف على الكتاب نجد بأنه نجح نجاحا كبيرا في تحليل الواقع الاقتصادي الأردني مع وضع الحلول المناسبة للخروج من جميع الأزمات التي يعاني منها الوطن ومن ناحية أخرى نجد أن معالي الدكتور حسان قامة اقتصادية يضمر الخير والبركة والتواضع لوطنه وقيادته وأنه يسّخر جهده ووقته الدؤوب من أجل الوطن والعمل الدؤوب التزامًا منه بالرغبة الملكية ولم يسجل على نفسه عبر سيرته و مسيرته أي تجاوز خاطئ أو أنه ألقى سلاحه جانبا ، فهذه شهادة حق بعيدة عن كل مديح في غير مكانه.
والله من وراء القصد