زيارة الملك الى معان تقول الكثير ، وفي تجواله في قرية "الهاشمية" بسيارته التي يقودها بنفسه ، رسالة من الملك الى اهل معان والى اهل الجنوب ، والى كل الاردنيين ، انه لاينسى الناس ، وانه يعرف مدى المعاناة التي وصلوا اليها.
ليس اجمل من زيارات الملك المفتوحة الى اهله في القرى والبوادي والمخيمات والمدن ، تلك اللقاءات حين تأتي عفوية ، وطبيعية ، يقول فيها الناس مافي صدورهم ، ويشرحون ظروف حياتهم الصعبة.
الملك لايختلف عليه احد ، وهو للجميع ، ويعرف الجميع ايضاً انه ضمانة الاستقرار الاولى ، وهو اذ يزور معان بشكل مفاجئ ، وكان قد زار قبلها منطقة "الرحمانية" في صويلح في العاصمة عمان ، يؤكد احساس الناس به ، بكونه يدرك حاجاتهم.
عاش الملك بين العسكر ، ولم يكن يأخذ حتى اجازته وهو امير ، ويعرف من رفاق السلاح كيف يعيش الناس في كل مكان ، ولم يعش بينهم باعتباره اميراً له معاملة خاصة ، بل كان عسكرياً كغيره من العسكر في معسكراتهم.
منذ بدايات حكمه وهو يزور مناطق مختلفة بشكل مفاجئ ، ومؤسسات ومستشفيات ، ولايعقل هنا ان يكون مطلوباً من الملك ان يزور كل قرية وكل موقع ، فهذا عمل الحكومات ومسؤوليتها.
يقول بعض المسؤولين ان لامال لدينا لنقدمه للناس فلماذا نذهب كمسؤولين في زيارات استعراضية لاتفيد ولاتضر ، وهذا كلام مردود ، لان الزيارة الميدانية للوزير والمدير ، تكشف حقائق كثيرة ، وتساعد في اتخاذ قرارات ايجابية ، دون ان تعني دفع المال فقط.
ذات مرة قال احد المسؤولين انه ضد الزيارات المفاجئة والمفتوحة وحين سألته عن السبب قال:طلبات الناس كثيرة.والجواب مؤسف جداً ، وكأن هذا المسؤول يدفع من جيبه الخاص للناس ، حتى تكاد تسأله عن الذي يزعجه شخصيا؟،.
مايقوله الملك في زيارته لمعان انه يعرف الناس ، ويحس بأوضاعهم ، وليس ادل على ذلك من امره بالتخفيف عن الناس في ظروف حياتهم ، وهو امر يمتن له الناس ، ويؤكد من ناحية ثانية انه يعرف دوماً اسرار توقيت الالم في قلوب شعبه.
سر الاستقرار معروف.السر هو في علاقة الملك بالناس ، وهي العلاقة المتجددة ، والواجب استمرارها بأشكال مبدعة ومتنوعة ودائمة.
لعل مسؤولينا من درجات مختلفة يتعلمون قليلا من الملك.
mtair@addustour.com.jo
(الدستور)